وطنا اليوم:أنتجت مزارع جرش في دورة الإنتاج الحالية، ما يزيد على مليون طير من الدجاج الحي، بإنتاجية تقدر نسبتها بـ120 % من حاجة الأسواق التي تستهلك منتجاتها، مما تسبب في حالة من الكساد وانخفاض كبير في أسعار الدواجن، نظرا لزيادة العرض وقلة الطلب، بحسب ما يؤكد مزارعون.
وقال هؤلاء المزارعون إن مزارع الدواجن وعددها 112 عملت بكامل طاقتها، نظرا لارتفاع أسعار الدواجن في الأشهر الماضية، وتحسن الحالة الجوية، وتوفر الصوص في المزارع الأردنية بأسعار مناسبة، مشيرين في الوقت ذاته، إلى أن هذه العوامل تساعد على العمل والإنتاج، إلا أن كميات الإنتاج كبيرة جدا مقارنة مع حاجة الأسواق مع محدودية الشراء من قبل المواطنين، مما تسبب في كساد في قطاع الدواجن وعدم القدرة على تسويق المنتج.
وقال المزارع إبراهيم عقيل “إن تكاليف الإنتاج انخفضت نوعا ما بسبب ارتفاع درجات الحرارة، وعدم حاجة المزارعين لوسائل تدفئة، وهي تكاليف مالية مرتفعة في فصلي الشتاء والربيع، فضلا عن أن توفر الصوص في الأسواق أسهم في تشجيع المزارعين على الإنتاج، وتحسن المناخ أوقف نمو الفيروسات التي كانت تتسبب في إصابة الدواجن وموتها، وفي هذه الدورة لم تتعرض الدواجن لأي إصابات، وكميات الإنتاج ضخمة، بعكس توقعات المزارعين الذين كانوا يخشون من نسبة الفاقد بسبب الفيروسات التي تتكاثر بفعل التغيرات المناخية”.
وأوضح “أن زيادة الإنتاج خفضت الأسعار، إذ بلغ سعر الكيلو داخل المزرعة 115 قرشا، ومن المحتمل أن تنخفض الأسعار أكثر نظرا لقلة الطلب وزيادة الإنتاج، لا سيما أن المواطنين لا يقومون بتخزين الدواجن أو شراء كميات كبيرة بسبب الظروف الاقتصادية والمناسبات الاجتماعية والالتزامات المالية في فصل الصيف”.
تكاليف الإنتاج مناسبة حاليا
وأضاف عقيل “أن تكاليف الإنتاج مناسبة حاليا، وكميات الإنتاج كبيرة ومن المتوقع أن تتجاوز مليون طير، وأن تنخفض الأسعار أكثر بسبب قلة الطلب، خصوصا أن جميع المزارع في محافظة جرش عاملة وتنتج كميات كبيرة حاليا وحتى انتهاء الدورة مع نهاية هذا الشهر”.
وكانت مزارع تربية الدواجن في جرش، عادت إلى ممارسة نشاطها مجددا بكامل طاقتها الإنتاجية، وبأعلى جاهزية، استعدادا لتعويض جزء من الخسائر وحالات النفوق والإصابات والأمراض التي انتشرت بين الدواجن بسبب التغيرات المناخية، وتسببت في نفوق آلاف الطيور في الأشهر الماضية.
وسبق أن توقف أصحاب قرابة 25 مزرعة من أصل 112 عن العمل مع دخول فصل الشتاء الماضي، لتفادي أي خسائر نتيجة ارتفاع كلف تربية الدجاج اللاحم خلال الشتاء، جراء كلف توفير الدفء بالمزارع، وخسائر النفوق بسبب التغيرات المناخية وقلة تساقط الأمطار، مما أسهم في انتشار الفيروسات والأمراض، خصوصا في المزارع الكبيرة التي يصعب السيطرة على انتشار الأمراض فيها، بحسب المزارع محمود القادري.
وأشار القادري إلى “أن جميع مزارع جرش استأنفت عملها قبل شهر رمضان مع بداية العام، وتجاوز التحديات أسهم في إنتاج أكثر من مليون طير”، معتبرا “أن هذا العدد كاف ويغطي حاجة الأسواق المعتمدة أسابيع عدة، لا سيما أن مزارعي تربية الدواجن يستغلون نشاط العمل، وتوفر الصوص، وتحسن الحالة الجوية يساعد على الإنتاج من دون أي خسائر بالكميات”.
ووفق القادري، فإن “العديد من مزارع تربية الدواجن تنتشر في محافظة جرش وتعيل آلاف الأسر، وتوفر المئات من فرص العمل، فيما تنتج أعدادا كبيرة من طيور الدجاج اللاحم، وتعتمد عليها محافظات عدة في تغطية حاجة أسواقها”.
وقال “إن الحل في تسويق المنتج هو تخفيض الأسعار أكثر من قبل التجار أصحاب النتافات، والاكتفاء بهامش ربح مناسب لضمان تسويق المنتج والحد من الكساد، وتشجيع المواطنين على شراء كميات أكبر وتخزين جزء منها للاستفادة من انخفاض الأسعار في هذه الفترة”.
وبحسب مربي الدواجن وصاحب أحد المحال التجارية حيان الجاسر، فإن “أسعار الدواجن بدأت بالانخفاض تدريجيا، وهي حاليا مناسبة ولا تتجاوز 140 قرشا للكيلو من دجاج النتافات، والكميات المتوفرة كبيرة، بينما الحركة الشرائية متواضعة ومحدودة”.
آمال بتحسن الحركة الشرائية
ويأمل الجاسر “أن تتحسن الحركة الشرائية في الأيام المقبلة، نظرا لعودة المغتربين والمناسبات الاجتماعية التي تعد فيها الولائم، بسبب انخفاض أسعار الدواجن وتوفر كميات كبيرة”.
ومطلع شهر نيسان (أبريل) الماضي، واجهت مزارع الدجاج في جرش، تحدي نفوق الدجاج بسبب تداعيات التغيرات المناخية الحادة التي تمر بها المنطقة حاليا، وفشل محاولات المزارعين في حماية دواجنهم من خطر النفوق بسبب ظهور الفيروسات التي لا تقاوم التغيرات الحادة في درجات الحرارة.
حينها، أكدت رئيس قسم الثروة الحيوانية في زراعة جرش، الدكتورة غدير الحتاملة “أنه من الطبيعي أن تتأثر تربية الدواجن بهذه التغيرات المناخية، لا سيما أنها تحتاج إلى دقة وتفاصيل مهمة، وتتأثر بالظروف المحيطة فيها، وتحتاج إلى ظروف خاصة ودرجات حرارة خاصة للتعامل معها، ويجب حمايتها من الفيروسات من خلال تهيئة الظروف التي تعيش فيها، كونها سريعة التأثر بالتغيرات المناخية”.
وأضافت الحتاملة “أن الزراعة تقوم بتفقد المزارع على مدار الساعة، والتواصل مع المزارعين، واتخاذ الإجراءات المناسبة، وتوفير المطاعيم واللقاحات المناسبة للدجاج”.
وعادة ما تشكل أسعار صوص التفريخ هاجسا لدى أصحاب مزارع الدجاج في محافظة جرش، نظرا لارتفاعها مع قرب حلول فصل الشتاء بنسب وصلت سابقا إلى 50 %، لا سيما مع بدء الشركات الكبرى بتصديره، فضلا عن زيادة تكاليف الإنتاج بسبب حاجة المزارع حاليا لتدفئة الصيصان لضمان نجاحها وعدم تعرضها للأمراض والنفوق في المراحل المتقدمة بسبب التغيرات المناخية.
وقبل الشتاء الماضي، تفاجأ المزارعون بأسعار الصيصان المرتفعة؛ حيث تجاوز سعر الصوص الواحد 45 قرشا، بعد أن كان لا يتجاوز 28 قرشا، إذ إن هذه الفروقات يتحملها المزارع وتنعكس على أسعار الدجاج.