وطنا اليوم:أنهى مشتل فيصل الزراعي إنتاج أكثر من 750 ألف شتلة زراعية، أغلبها من شجر الخروب، فيما من المتوقع أن يتم الانتهاء من تجهيز أكثر من مليون شتلة في غضون الأشهر القليلة المقبلة، وقبل فتح باب الشراء من المشتل في شهر تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وفق مدير المشتل المهندس بهجت السوالمة.
وأوضح السوالمة، أن المشتل سينتج أكثر من 600 ألف شجرة خروب تحديدا، ضمن خطة الحكومة لإنتاج مليون شجرة خروب وتوزيعها على المحافظات وزراعتها، حتى يتم افتتاح مصانع للخروب وتصنيع المنتج وتطويره ضمن خطة للحكومة، ليتم الاستفادة من هذه الشجرة وتصنيع منتجها وتحريج الأراضي الفارغة وزراعتها، نظرا لفوائد هذه الشجرة وأهميتها من مختلف النواحي.
وقال السوالمة إن المشتل توقف حاليا عن البيع منذ أسبوعين، لغاية الانتهاء من تشتيل وتجهيز الأشجار المطلوبة في موسم الزراعة المقبل، ويعمل حاليا ما يزيد على 40 عاملا على نظام العقود، لغاية تجهيز هذه الأعداد وتزويد المزارعين والمهندسين وأصحاب المشاتل بالأشتال المطلوبة قبل بدء موسم الزراعة.
وأضاف أن الأشتال التي تم تجهيزها بكميات ونوعية مميزة جدا ومطلوبة حاليا، وتتناسب مع التغيرات المناخية وتتحمل هذه التغيرات الجوية، وتنتج ثمارا بجودة ونوعية مناسبة، مقارنة مع الزراعات المتاحة حاليا، والتي لا تتناسب مع التغيرات المناخية، وتنتج ثمارا بنوعيات وجودة متدنية وغير مناسبة وألحقت خسائر بالمزارعين.
وقال إن هذا العمل الدؤوب في مشتل فيصل التابع لوزارة الزراعة، يأتي تنفيذا لخطة لإنتاج ما يزيد على مليون شتلة هذا العام، لافتا إلى أن الخطة تأتي ضمن التوجهات الحكومية لزيادة الثروة الحرجية والحفاظ عليها، ودورها وأهميتها في تحقيق التوازن البيئي والزراعي.
وأضاف السوالمة أن الأشتال التي تم تجهيزها أغلبها من أشجار الخروب، إضافة إلى أنواع عديدة من الأشتال المثمرة والحرجية من الصنوبر والسرو واللزاب والكينا.
وكان رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسّان قد زار مشتل فيصل الزراعي مطلع هذا العام، وأكد دعم الحكومة لمضاعفة إنتاج المشتل من الأشجار المثمرة والحرجية، وتوفير فرص التدريب والتمويل في مجال الإنتاج الزراعي.
ووفق السوالمة، فإن الهدف من إنتاج ما يزيد على مليون شتلة، هو الحفاظ على الثروة الحرجية والغطاء النباتي في المملكة من خلال زراعة أكبر عدد من الأشتال، لاسيما أن المشتل يوزع الأشتال الحرجية على كافة محافظات المملكة بشكل مجاني، في حين يتم بيع أشتال الأشجار المثمرة بأسعار رمزية مقارنة بتكاليف الزراعة، بهدف مساعدة أكبر عدد من المزارعين على زراعة أراضيهم.
ومن الجدير بالعلم أن المشتل عادة ما يبدأ بالبيع في كانون الأول (يناير)، ويستمر حتى نهاية شهر أيار (مايو)، إذ يبدأ بعدها مباشرة التجهيز للموسم الذي يليه.
وأكد السوالمة أن مدة تجهيز فوج الأشتال تقارب 5 أشهر، والمشتل لديه الإمكانيات والتجهيزات اللازمة لتجهيز هذا العدد الضخم من الأشتال.
وأشار إلى أن مشتل فيصل يوفر أشتالا زراعية من مختلف الأنواع، ويتم تطويرها وتحديثها سنويا، وقد بلغ إنتاج المشتل العام الماضي 200 ألف شجرة حرجية كالسرو والصنوبر واللزاب والكينا والخروب، و200 ألف شجرة مثمرة كالزيتون بأنواعه والتين والرمان، مضيفا أن المشتل يقوم، بالإضافة إلى إنتاج الغراس، بتدريب طلاب من جامعات خاصة وحكومية في كليات الزراعة في الأردن وحديثي التخرج، على المهارات والتدريب على الأنظمة الزراعية الحديثة (الزراعة بدون تربة والاستزراع السمكي والأحيومائية)، حتى بات معتمدا كمركز للتدريب، فضلا عن بيع ما يزيد على 120 ألف شتلة، وتوزيع أكثر من 45 ألف شتلة على الجهات الحكومية والأمنية مجانا، وأغلب عمليات البيع تتم إلكترونيا، لا سيما أن البيع الإلكتروني يوفر الوقت والجهد، ويضمن البيع للمزارعين بكميات محددة، ويقلل من نسبة الهدر في الأشتال.
وقال السوالمة إنه تم هذا الموسم إنتاج ما يزيد على 400 ألف شتلة مثمرة وحرجية، ومنها نسبة كبيرة من أشتال الزيتون، التي تشهد إقبالا كبيرا في الشراء من قبل المزارعين، نظرا لارتفاع أسعار الزيت والزيتون، والجدوى الاقتصادية المناسبة مقارنة بالأنواع الأخرى من الأشتال، بحسب السوالمة.
ولفت إلى أن عدد الأشتال التي تم إنتاجها لا يقل عن 200 ألف شتلة من الأشجار المثمرة، ومنها الزيتون والرمان والتين والفستق الحلبي، ويتم بيعها إلكترونيا، إضافة إلى بعض الأنواع بأسعار رمزية، وقد تم البدء بتوزيع الأشتال الحرجية على المزارعين، وتم إنتاج ما يقارب 200 ألف شتلة كذلك.
وبيّن أن عدد المزارعين الذين استفادوا من الأشتال لغاية الآن لا يقل عن 500 مزارع، ويقبل المزارعون على شراء أشتال الزيتون بأرفع أصنافها، وهي مخصصة لثمار الرصيع، كون ثمار الرصيع قد ارتفعت أسعارها بنسبة لا تقل عن 50 بالمائة في السنوات الثلاث الأخيرة.
كما أكد السوالمة نجاح مشروع الزراعة المائية والزراعة الأحيومائية، لدعم الاستخدام الفعّال للمياه، والذي نفذته منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة “الفاو” بقيمة 400 ألف دولار في مشتل فيصل، كأحد أهم المشاريع الزراعية على مستوى الوطن العربي، لا سيما أن الزراعة الأحيومائية هي إنتاج الأسماك والخضراوات بالاعتماد على مياه برك الأسماك.
وقال إن “المشروع الذي تم تنفيذه يشمل 3 أنظمة: النظام الأول الزراعة المائية، وتشمل 5 برامج تتم الزراعة بها دون الاعتماد على التربة، وهي الزراعة الهوائية، والزراعة في الوسط البديل الذي يتم الاعتماد فيه على ألياف جوز الهند ونظام التف البركاني (الحجارة البركانية)، وبرنامج الفيلم، وهو نظام الشريحة الذي يعتمد على المياه، وبرنامج الزراعة العائم على الماء”.
وأضاف السوالمة أن “النظام الثاني عبارة عن مفرخة للأسماك، والهدف من هذا النظام هو إنتاج إصباعيات الأسماك (أفراخ الأسماك)، حيث تم توريد 2500 لمشتل فيصل الزراعي من أمهات الأسماك”، والنظام الثالث هو الزراعة الأحيومائية التي تشمل تربية الأسماك، والاستفادة من مياه الأسماك لري المزروعات.
وبيّن أن الهدف من هذا المشروع هو تدريب المهندسين الزراعيين والمزارعين على هذه الأنظمة والبرامج، كونها لا تحتاج إلى مياه بكمية كبيرة، خصوصا أن الأردن دولة فقيرة بالماء، ولما لها من مردود اقتصادي.
يشار إلى أن مشتل فيصل الزراعي تأسس عام 1963 وينتج الأشجار المثمرة مثل الزيتون واللوزيات، وأشجار التين والرمان والفستق الحلبي، ويقع جنوب محافظة جرش على الخط الدولي، في حين تبلغ مساحته الإجمالية 500 دونم، 300 منها مخصصة لأعمال الزراعة والإنتاج داخل المشتل، حيث يتم إنتاج الزيتون والعنب والتين والرمان ونباتات الزينة، وتوفير أشتال ذات صفات جيدة وموثوقة للمزارعين.
سعيا لإنتاج 600 ألف شجرة.. الخروب على سلم أولويات مشتل فيصل الزراعي
