صهاريج تبيع مياه البرك الزراعية للمنازل

12 فبراير 2021
صهاريج تبيع مياه البرك الزراعية للمنازل

وطنا اليوم:يضطر سكان في لواء الغور الشمالي لا تصلهم المياه او يسكنون في مناطق غير مخدومة بشبكات المياه والكهرباء، لشراء المياه من الصهاريج التي تتم تعبئتها بعيدا عن اعين الرقابة، من برك زراعية وينابيع وقنوات منتشرة في المنطقة، رغم عدم مأمونيتها.
وطالب هؤلاء السكان، من الجهات المعنية التدخل لوقف استغلال اوضاعهم المائية من قبل بعض سائقي الصهاريج ذات اللون الاخضر، والتي يفترض انها تبيع المياه الصالحة للشرب، ولوقف عمليات الغش والتلاعب بنوعية المياه، وبيع مياه البرك على انها صالحة.
وقالوا ان وجود تداخل في الصلاحيات بين البلديات والسلطة، حرمهم من حصولهم على الخدمات الرئيسية، مبينين أن حاجة المواطن للمياه جعلته غير مهتم في التمييز بين المياه الصالحة من غيرها.
واكدوا أن تخضع تلك الصهاريج الى فحص دوري، خصوصا ما يتعلق بنوعية المياه التي تتم تعبئتها من مصادر مجهولة، فضلا عن ضمان نظافة الصهاريج، لمنع نقل الامراض خصوصا بين الاطفال، في الوقت الذي ينتشر فية فيروس كورونا.
وتؤكد المواطنة علياء ابداح، أن اغلب السكان في حي الطبة في منطقة المشارع بلواء الغور الشمالي قاموا بناء منازل لهم على أراضي دولة منذ زمن بعيد بسبب عدم قدرتهم المالية على شراء أراضي، مشيرا الى ان تداخل الصلاحيات حرمهم من الحصول على المياه، مما يضطرهم الى شراء مياه الصهاريج.
وقالت انه وبعد عملية التفريغ يكتشف المواطن ان مياه الصهريج تحتوي على نسبة عالية من العكورة، ناهيك عن الطعم المختلف، مما يزيد ذلك من معاناة المواطن في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعانيها.
وأكد المواطن خالد البشتاوي، أن هناك عددا من اصحاب الصهاريج يقومون بتعبئة المياه من البرك الزراعية وبيعها للمواطنين دون وجود رقابة عليهم، مشيرا الى ان المياه التي تتم تعبئتها من البرك الزراعية هي مياه مخصصة للزراعة وليس لغايات الشرب.
ويؤكد المواطن علي الرياحنة، ان الكثير من المواطنين مجبرون على شراء مياه الصهاريج لعدم وصول المياه الى منازلهم او ارتفاع مستوى منازلهم، والتي تكون في الأغلب على سفح جبل، مشيرا الى حاجة المواطنين للمياه بشكل كبير وخاصة في فصل الصيف، في وقت لا يوجد فيه حلول أخرى أمامهم سوى شراء المياه من الصهاريج.
وقال ان هذه العوامل تشجع أصحاب الصهاريج على بيعهم مياه غير نظيفة لا تصلح حتى للاستخدام المنزلي، سيما مع وجود حشرات صغيرة وفطريات فيها ذات لون اخضر واحمر.
وأضاف الرياحنة، ان بيع المياه الملوثة من قبل أصحاب الصهاريج، يعد استهتارا بمصير وحياة المواطنين، مشيرا الى ان بعض أصحاب الصهاريج يقوم بسرقة المياه الزراعية وتجميعها في برك زراعية في الليل وبيعها في اليوم التالي على أنها مياه صالحة للشرب.
وبالرغم من عدم نظافة مياه الصهاريج، يقول الرياحنة الا أن سعر متر المياه منها وصل الى 8 دنانير، متسائلا عن مسؤولية الدور الرقابي على مصادر المياه، وصحة الأهالي وأطفالهم.
وقال الرياحنة، ان المياه غير نظيفه بالشكل المطلوب، فهي مالحة وذات رائحة كريهة ولون احمر، يدل على عدم نظافة مصدرها، مؤكدا ان معظم السكان يعانون هذه المشكلة بشكل كبير.
ويطالب بتفعيل دور البلديات وسلطة وادي الأردن بتشديد الرقابة على المصادر المائية، وخصوصا قناة الملك عبدالله وعيون المياه المنتشرة في المناطق الأخرى.
من جانبه قال نائب رئيس بلدية شرحبيل بن حسنه عقاب العوادين، انه من الصعب وضع مندوبين من البلديات على جميع المصادر المائية في اللواء وخاصة البرك الزراعية، مؤكدا ان مسؤولية مراقبة صهاريج المياه تقع على جميع أطراف المجتمع من المواطن مرور بالحاكم الإداري ودوريات الشرطة، وانتهاء بمديرية الصحة.
وقال ان مديرية الصحه تقوم بحملات تفتيشية على مصادر بيع المياه الصالحة للشرب وعلى الصهاريج التي تنقل المياه في جميع مناطق اللواء.
وعن الإجراءات التي يتم اتخاذها في حال ضبط صهاريج مخالفة أكد انه تتم مخالفة سائق الصهريج وتحويله للمحكمة ، وكذلك تحويل الصهريج من اللون الأخضر الصالح للشرب الى اللون الأزرق لبيع مياه غير صالحة للشرب.