وطنا اليوم – في أمسيةٍ جمعت بين بهاء الإبداع وصدق الانتماء، احتضنت العاصمة الأردنية عمّان مساء يوم الثلاثاء الموافق 20 أيار/مايو 2025، حفل تكريم الفائزين بجوائز فلسطين الثقافية في دورتها الثانية عشرة التي ترعاها “مؤسسة فلسطين الدولية”، في مسرح المدارس العصرية.
إبداعٌ يعلو فوق الأنقاض
تحت شعار: “الثقافةُ مقاومةٌ.. والإبداعُ هويةٌ”، كرمت المؤسسة هذا العام مبدعين من اثنتي عشرة دولة عربية وأجنبية، في حفلٍ يزاوج بين التقاليد الأكاديمية ودفء الألفة العربية. افتتح الحفل بمقطوعة موسيقية تنساب من أعماق التراث الفلسطيني، تلاها كلمة ترحيبية القتها إدارة المؤسسة، والتي اكدت فيها أن “هذه الجوائز ليست مجرد تنافسٍ أدبي أو فني، بل هي رسالةٌ تنبض بالحياة، تُذكّر العالم بأن فلسطين – رغم الجراح – تظل منارةً للفكر والجمال”.
كلمة الأمين العام: “فلسطين أبدعت تحت القصف”
وتوجّه الأستاذ الدكتور أسعد عبد الرحمن، الأمين العام للجوائز، بكلمةٍ سلط فيها الضوء على الطابع الاستثنائي لهذه الدورة، التي خصصت مساراً خاصاً لأبناء قطاع غزة، “الذين يكتبون قصائدهم بالدم، ويرسمون لوحاتهم تحت وقع القنابل، ليُثبتوا للعالم أن الإبداع فلسطينيٌ لا يُقهر”. كما أشار إلى تلقي المؤسسة مشاركات قياسية من دول الشتات والمنفى والاغتراب، “ما يؤكد أن فلسطين ليست أرضاً فحسب، بل هي فكرةٌ تنمو في قلوب الأحرار أينما حلّوا”.
مبدعون يحملون راية فلسطين
وأعلن الحفل عن أسماء الفائزين الذين انتُخبوا من بين عديد المشاركين، بعد محاكماتٍ دقيقةٍ من لجان متخصصة. ومن أبرز الفائزين:
في الرواية والقصة القصيرة (بالتناوب: غسان كنفاني وسميرة عزام): اقتسم الجائزة كل من محمد جدي حسن جراري من تشاد عن روايته: “زمن الملل”، وعبد الله أبو لبن الشلبي (إسبانيا/فلسطين) عن روايته: “نساء في الشمس”، في إشارةٍ إلى عالمية الأدب الفلسطيني.
في الفكر التنويري العربي المعاصر ونقد الفكر الإستشراقي: ذهبت الجائزة للباحث الأردني محمد الحليقاوي عن بحثه: “السهم والدائرة.. الاستشراق والحركة الصهيونية”.
جائزة الشعر (بالتناوب: فدوى طوقان، معين بسيسو، سميح القاسم، محمود درويش) : نالها الشاعر السوري أحمد محمد زيد عن مجموعته: “صلاة شطر القبلة الأولى”، التي جسّدت لوعة التشرد وأمل العودة.
في الفنون البصرية: تميّز كل من رأفت الخطيب في جائزة الكاريكاتير (ناجي العلي) (كاريكاتير)، ووضاء عبد الكريم فليح في جائزة التصوير الفوتوغرافي (وليد الخطيب).
قطاع غزة.. يُزهر إبداعاً رغم الحصار
وخصص الحفل فقرةً مؤثرةً لتكريم المبدعين في قطاع غزة، الذين ناضلوا بفنهم ليُسمعوا صوتهم للعالم. منحت جائزة الشعر للشاعرة آلاء نعيم القطراوي عن مجموعتها: “العصافير تسرق خبزي”، بينما تم تكريم المصور محمد أسعد محيسن عن لقطته “كلنا فلسطين” عن جائزة التصوير الفوتوغرافي (وليد الخطيب)، التي التقطت روح المقاومة في نظرة طفلٍ بين الأنقاض، ومحمود علوان وسهيل سالم عن جائزة الفن تشكيلي (جمال بدران).
ختاماً.. فلسطين تظل الحكاية
واختتم الحفل بتأكيد المؤسسة على “استمرار هذه الجوائز كجسرٍ ثقافي يربط فلسطين بالعالم”، مع دعوة للمبدعين العرب للمشاركة في الدورات القادمة. هذا، وتُعزف في الختام مقطوعة: “موطني”، في مشهدٍ يجسد خلود القضية وعبقرية شعبها.