وطنا اليوم:أكد أطباء مقيمون في مستشفى البشير الحكومي، أن الظروف التي يعملون بها في ظل جائحة كورونا، “صعبة جدا، خاصة مع نقص الكادر الطبي والمختصين في التعامل مع مرضى هذا الفيروس وغيرهم من المرضى”.
وطالبوا بضرورة رفد مستشفى البشير أكبر مستشفيات القطاع العام في المملكة، بكادر طبي مؤهل وتأمين خدمات مرضية للأطباء المشرفين على إصابات كورونا ومرضى الأمراض المزمنة ودعمهم ماليا وعدم معاملتهم على أنهم متطوعون.
وفي هذا السياق، قال أحد أطباء الباطنية المقيمين وهو من المشرفين على قسم كورونا بـ”البشير”، إن الإمكانات في المستشفى “أصبحت محدودة في ظل تزايد عدد الجمهور الذي يتم تقديم الرعاية الصحية له”.
وأشار إلى أن الأطباء المقيمين في المستشفى “يعانون من ضغوط كبيرة في عملهم، خاصة وأن عددهم قليل، إضافة إلى كثرة عدد المرضى الوافدين إلى المستشفى بعد إغلاق مستشفى الأمير حمزة وحصره باستقبال حالات كورونا المؤكدة والتي تصنف بين متوسطة الخطورة إلى شديدة الخطورة”.
وبين الطبيب أنه ما بين شهري آذار (مارس) وأيلول (سبتمبر) الماضيين، كانت أعداد المصابين بكورونا قليلة مقارنة بدول العالم، “وأنه تم استنزاف طاقة الأطباء في تلك الفترة التي لم يدخل الوباء إلى المملكة بشكل فعلي إلا في الأسبوعين الأخيرين”.
واعتبر أن الحرب على الفيروس في تلك الأشهر السابقة، لم يكن من داع لها، مبينا أنه كان الأجدى أن تبدأ الحرب على الوباء منذ أسابيع قليلة.
ولفت إلى أنه كان الأولى على وزارة الصحة والحكومة، التجهيز للمرحلة الحالية سابقا، حيث بات الأطباء حاليا منهكون ومرهقون، مع قلة عددهم في المستشفيات الحكومية وخاصة البشير.
وأضاف أن هناك العديد من الأمراض المزمنة التي تصيب الناس وليست كورونا فقط، ومنها السكري والضغط والقلب والشرايين والكلى وغيرها، وكل مرضى هذه الأمراض كانوا يراجعون مستشفى الأمير حمزة الذي أصبح مخصصا لكورونا فقط.
وأكد أن أول مستشفى تعامل مع مرضى كورونا في المملكة هو مستشفى البشير، وبالتالي فإنه من الضروري إيلاء الأطباء المقيمين من المشرفين على أقسام العزل والطوارئ الاهتمام الكافي خاصة بعد أن تم إصابة عدد كبير من المقيمين بكورونا منهم ما تم تأكيده ومنهم من تظهر عليهم الأعراض وهم بحاجة إلى عزل.
يذكر أن قرارا صدر من إدارة المستشفى مؤخرا، قضى بإلغاء كل الإجازات الرسمية للأطباء حتى إشعار آخر خاصة وأن الغالبية العظمى من المقيمين مقبلون على الامتحان السنوي بعد أسابيع قليلة.
وفي هذا الصدد، أوضح الطبيب أن مسؤول الأطباء المقيمين أمامه مسؤولية تطويع جدول المناوبات وتوزيع الأعداد المتناقصة للمقيمين بين المجموعات والأقسام والطوارئ والمناوبات، إضافة إلى تأمين المستشفى الجديد بكادر طبي.
من جانبه، أكد أحد الأطباء المقيمين بـ”البشير”، أن قسم الأمراض الباطنية التي يعمل فيه، يعاني من ضغوطات كبيرة، خاصة وأنه القسم الرئيسي في المستشفى الذي يتعامل مع مرضى كورونا لأنه من ضمن اختصاصه.
ولفت الطبيب الذي يخصع لعزل منزلي حاليا، بعد تأكيد إصابته بكورونا، إلى أن المناوبات التي يعمل بها مقيمو الباطنية “تصل أحيانا إلى 36 ساعة، في ظل انعدام سبل الراحة من قلة عدد المنامات وعدم الاهتمام بنظافة الحمامات أو بوجبات الطعام التي لا تؤمن الغذاء الكافي للأطباء”.
وبين أنه من المعيب أن يبقى الأطباء المقيمين يعاملون على أساس نظام “الفزعة” بعملهم، ودون مكافآت، خاصة وأنهم يعتبرون في الخطوط الأمامية لمواجهة فيروس كورونا، إضافة إلى الطلب من الكثير منهم “التطوع” للعمل في فرق التقصي الوبائي وغيرها.
وأشار إلى أنه بدلا من زيادة الكادر الطبي، تم تحويل نحو 12 طبيبا مقيما إلى المستشفى الجديد الخاص بكورونا، من أصل نحو 40 طبيبا مقيما في مستشفى البشير.
إلى ذلك، أكد نقيب الأطباء الأسبق، أحمد العرموطي، أن الارتفاع الكبير في الإصابات اليومية بفيروس كورونا بين أفراد الجسم الطبي وأقسام مستشفى البشير، والذي يشكل عماد المنظومة الصحية الوطنية، يعد أمرا مخيفا يجب الوقوف عنده وإيجاد حلول سريعة وجذرية له.
واوضح العرموطي، أن هناك استنزافا مستمرا للقطاع الصحي العام، ما قبل وخلال الوباء، مطالبا بضرورة العمل على تعزيز المقدرات البشرية واللوجستية للكوادر الصحية وتعظيم أنظمة ووسائل الوقاية الشخصية والتدريب التخصصي، وزيادة فرق التقصي الوبائي وإقامة مستشفيات ميدانية، ومنشآت صحية بإمكانيات بشرية وفنية، ودعم الكوادر الطبية التي تواجه الوباء بشكل مباشر إما معنويا وخدماتيا أو بحوافز ومكافآت مالية نتيجة لتفانيهم في عملهم الإضافي.
وكان وزير الصحة السابق، سعد جابر، قال، خلال اجتماع مع مدير ادارة مستشفيات البشير الدكتور محمود زريقات بحضور رئيس ديوان الخدمة المدنية سامح الناصر، إن الوزارة طلبت وبشكل عاجل من رئاسة الوزراء استثناء لتعيين 300 ممرض و100 طبيب خلال الفترة القريبة القادمة لتعزيز النقص الحاصل في بعض المواقع الصحية التابعة لها، لاسيما في مستشفيات البشير.
وطالب زريقات بضرورة تزويد المستشفى بـ10 فنيي تخدير، و10 صيادلة، بالإضافة لكوادر صحة عامة، مشيرا إلى ضرورة وجود آلية مناسبة لتعزيز النقص الحاصل من مختلف الكوادر لاسيما وانه تم افتتاح اقسام ومستشفيات جديدة لا بد من ملئها بالكوادر الكفؤة، ولا يتم ذلك الا من خلال رفد مستشفياته بالأعداد اللازمة والكافية وتوزيعها حسب احتياجاته لضمان خدمة طبية للمواطنين.