عجلون وجرش أمام تحدي حرائق الغابات وسط تعويل على الاستعدادات الاستباقية

29 ثانية ago
عجلون وجرش أمام تحدي حرائق الغابات وسط تعويل على الاستعدادات الاستباقية

وطنا اليوم:مع بدء جفاف الأعشاب في محافظتي عجلون وجرش، والتي تشكل تحديا كبيرا أمام الجهات المعنية في المحافظة، باعتبارها وقودا مجانيا يسرع من انتشار الحرائق وسط الغابات، تبرز مقترحات ودعوات للتخلص من تلك الأعشاب، خصوصا تلك المتواجدة على جوانب الطرق وفي مواقع التنزه المعتادة.
وقال مهتمون بالشأن البيئي والتنموي إن على الجهات المعنية الرسمية إلى جانب التطوعية بذل المزيد من الجهود في سبيل التخلص من هذه الأعشاب التي بدأت تجف مبكرا لتراجع المعدلات المطرية الموسم الحالي، مؤكدين أن الثروة الحرجية باتت رأس مال المحافظتين لكونها عامل جذب سياحي واستثماري.
ووفق الناشط في عجلون محمد الخطاطبة، ” فإن الأعشاب والحشائش في محافظة المحافظة بدأت بالجفاف مبكرا الموسم الحالي مقارنة بالعام الماضي، جراء تراجع معدلات الأمطار التراكمية، في وقت لا توجد فيه عمليات إزالة لها حتى الآن، ما قد يتسبب بحدوث حرائق غابات وتسريع انتشارها في حال بقيت تلك الأعشاب على جوانب الطرق وفي المناطق التي يرتادها المتنزهون بجوار ووسط الغابات”.
وأضاف، ” إن الأعشاب الجافة في هذا الوقت من كل عام تشكل تهديدا خطيرا للغابات، وذلك جراء سهولة اشتعال وانتشار النيران حال نشوبها في مساحات شاسعة من هذه الغابات”، محذرا من نشوب الحرائق، لا سيما مع بدء التنزه في غابات المحافظة، في حين دعا الجهات المعنية للتخلص من الحشائش الجافة في مواقع التنزه ومن جوانب الطرق.
ويشير الناشط البيئي خالد عنانزة إلى أن من أسباب الحرائق هو قيام مزارعين بمحاولة التخلص من الأعشاب الجافة في مزارعهم الخاصة بحرقها، وبالتالي عدم السيطرة عليها وامتدادها إلى الأراضي الحرجية، لافتا إلى العديد من الحرائق التي وقعت في سنوات سابقة بسبب الأعشاب، كمناطق الشفا وحلاوة وعجلون وعنجرة، وتسببت حينها بحرق المئات من الأشجار الحرجية والمثمرة المملوكة للسكان.
وأكد أن ما يزيد المشكلة هو انتشار الحرائق في مناطق يصعب وصول آليات الإطفاء إليها، ما يضطرهم لاستخدام الوسائل اليدوية في عملية الإطفاء، ما يستدعي التوسع بفتح المزيد من طرق الطوارئ داخل الغابات.
وأشار عنانزة إلى أهمية السماح بالرعي في المناطق الحرجية وأماكن تواجد الأعشاب، للتخفيف من نموها، وحراثة جوانب الطرق، وتجهيز الآليات من لودرات وصهاريج ضخ المياه، للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى أماكن نشوب الحرائق التي تقع في الغابات.
وطالب رئيس جمعية البيئة الأردنية علي فريحات بتزويد مديرية زراعة المحافظة بالمعدات والإمكانات الكافية من مركبات وسيارات إطفاء وطوافين ومراقبي حراج وعمال حماية وأبراج مراقبة موزعة في مختلف المناطق، لافتا إلى ضرورة تنسيق وتوحيد الجهود بين جميع الجهات والأطراف، والعمل بروح الفريق لحماية الغابات، والتعاون للتخلص من الأعشاب الجافة لما تسببه من أضرار وخسائر كبيرة على الثروة الحرجية والغابات التي تعد رئة ومتنفس المحافظة.
من جهته، أكد رئيس مجلس المحافظة عمر المومني، أهمية إزالة الأعشاب والتعاون بين وزارتي الأشغال والزراعة والبلديات لإزالة الأعشاب الجافة، وفتح ممرات بين الغابات للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى مواقع الحرائق، وزيادة عدد أبراج المراقبة لحماية الثروة الحرجية.
وأضاف، أن الأعشاب الجافة تشكل تحديا وعبئا إضافيا، محذرا من ترك تلك الأعشاب من دون إزالتها من جوانب الطرق ومواقع التنزه، وكي لا تكون بمثابة وقود مجاني لمفتعلي الحرائق ومافيات التحطيب، بينما دعا المزارعين إلى التخلص من الأعشاب الجافة في مزارعهم من دون اللجوء إلى حرقها في مواقعها، الأمر الذي يتسبب في أحيان كثيرة بنشوب الحرائق داخل مزارعهم وامتدادها للمزارع والغابات المجاورة.
تجهيز غرفة عمليات
بدوره، يؤكد مدير زراعة المحافظة المهندس رامي العدوان أن جفاف الأعشاب سيفرض تحديا كبيرا خلال الفترة المقبلة، لافتا إلى أن هناك خططا لدى المديرية لمكافحة الحرائق في المحافظة بالتنسيق مع الدفاع المدني، حيث تم تجهيز غرفة عمليات لمتابعة المناطق الساخنة على مدار 24 ساعة، وعمل خطوط نار وسط الغابات لمنع انتشار النيران في حال نشوب الحرائق، وإزالة الأعشاب من جوانب عدد من الطرق والمناطق المتوقع فيها تجمع المتنزهين، مبينا أنه لم يتم تسجيل حرائق أعشاب حتى الآن.
وفي هذا الخصوص، فقد عقد أول من أمس اجتماع في مبنى المحافظة لمناقشة آليات العمل والتنسيق مع مختلف المديريات والجمعيات التطوعية المعنية بالبيئة والبلديات وهيئة شباب كلنا الأردن لمواجهة حرائق الصيف التي تسببها الأعشاب الجافة المنتشرة بين الغابات وعلى جوانب الطرق.
وأكد محافظ عجلون نايف الهدايات، الذي ترأس الاجتماع بحضور نائبه هاشم العبداللات ومتصرف لواء كفرنجة بكر الكعابنة ومساعد المحافظ لشؤون السلامة العامة أكرم الخوالدة، ضرورة تنسيق وتوحيد الجهود لمواجهة أي طارئ والعمل بروح الفريق الواحد من أجل حماية الغابات ومنع التعديات عليها بأي شكل من الأشكال، داعيا البلديات ومجلس الخدمات المشتركة والأشغال للعمل على التخلص من الأعشاب الجافة على جوانب الطرق والساحات والمواقع السياحية والأثرية والمتنزهات لما تسببه من أضرار وخسائر كبيرة على الثروة الحرجية والغابات التي تعد رئة ومتنفس المحافظة.
وأشار إلى أنه سيتم تشكيل لجان مكونة من الوحدات الإدارية والشرطة والدفاع المدني والزراعة والبيئة والأشغال العامة والبلديات والمياه ومجلس الخدمات المشتركة للتعاون والتنسيق لوضع خطة إستراتيجية مشتركة كل حسب منطقة اختصاصه للكشف على المناطق الحرجية وتحديد الاحتياجات من آليات وكوادر بشرية لحماية الغابات والتخلص من الأعشاب الجافة التي تشكل خطورة على الثروة الحرجية.
ودعا مدير شرطة المحافظة العميد وصفي العزام، إلى العمل بروح الفريق وتعزيز الرقابة على الغابات من قبل الطوافين وكوادر الزراعة، مشيرا إلى أهمية جمع الأعشاب والأحطاب الجافة من داخل الغابات وأماكن الحرائق بتنسيق وإشراف مديرية الزراعة، وتقنين منح رخص الفحم ما أمكن.
وعرض مدير دفاع مدني المحافظة المقدم خالد عبيدات، خطة المديرية وجاهزيتها للتعامل مع الحرائق بالتعاون والتنسيق مع مختلف الجهات، لافتا إلى دور البلديات والأشغال ومجلس الخدمات المشتركة في التخلص من الأعشاب الجافة بهدف التخفيف من نموها وحراثة جوانب الطرق وتجهيز الآليات من لودرات وتنكات ضخ المياه للتسهيل على فرق الدفاع المدني الوصول إلى أماكن الحريق في حالة الطوارئ.
كما عرض مديرو الزراعة والأشغال والبيئة والسياحة والآثار والإدارة الملكية لحماية البيئة ومجلس الخدمات المشتركة والبلديات وقسمي الإدارة الملكية لحماية البيئة والحراج وهيئة شباب كلنا الأردن خطط مديرياتهم ومقترحاتهم لإنجاح آليات العمل.
159 حريقا في جرش العام الماضي
إلى ذلك، يأمل ناشطون بيئيون في جرش، أن تساهم خطة مكافحة الحرائق هذا العام في الحد من حرائق الغابات والأراضي المملوكة بداية كل فصل صيف، خصوصا مع نمو مساحات واسعة من الحشائش والأعشاب، حيث وقع العام الماضي ما يزيد على 159 حريقا وأتت على مئات من الأشجار الحرجية والمعمرة والمثمرة.
وأكد ناشطون أن تفعيل الخطة يتطلب جهودا مشتركة وتعاونا من كافة الجهات والمجتمع المحلي لضمان نجاحها وتنفيذ كافة البنود، وأهمها مرحلة تنظيف الأعشاب والحشائش التي تعد بيئة خصبة لنشوب الحرائق وانتشارها، لاسيما في الغابات والأحراش والأراضي المملوكة.
وتتكرر سنويا حرائق الغابات والأراضي المملوكة في محافظة جرش بالتزامن مع نشاط واضح للزوار هذه الفترة وإعدادهم الطعام تحت الأشجار وتركها مشتعلة، فضلا عن افتعال الحرائق من قبل العابثين بهدف تحطيب الأشجار المحروقة وجمع الحطب واستخدامه وبيعه.
ووفق رئيس جمعية الأرض والبيئة والإنسان غسان العياصرة، فإن الغابات والأحراش على امتداد محافظة جرش تواجه خطر الحرائق والعبث فيها، وتتعرض آلاف الدونمات للاحتراق سنويا، ويجب تكثيف الجهود لحمايتها وتحريج مساحات أوسع وتنظيف الغابات من الأعشاب والحشائش الكبيرة، والتي بدأت فعليا بالجفاف وتبدأ خلال أيام خطورتها في نشوب الحرائق، وهو الهاجس الأكبر والأخطر الذي يهدد الثروة الحرجية في محافظة جرش.
وأضاف، أن جرش تخسر سنويا مئات الآلاف من الأشجار الحرجية التي تزيد أعمارها على آلاف السنوات بسبب الحرائق والعبث، وحمايتها من الحرائق هي أولوية يجب أن تتكاثف كل الجهود لضمان نجاحها، فضلا عن جهود مديرية الزراعة في تحريج آلاف الدونمات سنويا، منها ما ينجح ومنها ما يفشل بسبب التغيرات المناخية وسوء الأنواع وطبيعة التغيرات الجغرافية في المنطقة.
ويؤكد العياصرة أن جميع الجهات تعول هذا العام على وعي المواطنين والزوار في ضرورة إطفاء النيران جيدا بعد إشعالها في مواقع التنزه، فضلا عن ضرورة حراثة الأراضي الزراعية القريبة من الغابات وتنظيفها، خاصة في الأراضي المملوكة القريبة جدا من الأحراش في مختلف القرى والبلدات، خاصة في بلدة ساكب وسوف وثغرة عصفور.
وقامت زراعة جرش العام الماضي بتحريج 10 دونمات وزراعة 800 شجرة حرجية وزراعة 105 دونمات وتحريج 150 دونما، من ضمنها 100 دونم في قضاء المصطبة.
خطة طوارئ خاصة بفصل الصيف
من جانبه، أكد محافظ جرش فراس الفاعور، أن المحافظة فعلت خطة طوارئ خاصة بفصل الصيف للحد من خطر اندلاع الحرائق في المناطق الحرجية من الأسبوع الماضي، بحضور كافة الجهات المعنية وبإجراءات مشددة بهدف حماية الغابات من الحرائق السنوية، خاصة مع بدء ارتفاع درجات الحرارة ونمو مساحات واسعة من الأعشاب والحشائش.
وأضاف الفاعور، أن المحافظة فتحت غرف عمليات رئيسة وفرعية لمتابعة الحالات الطارئة على مدار الساعة، إلى جانب صيانة أبراج المراقبة المنتشرة في مختلف مناطق المحافظة، والتنسيق الكامل بين الدوائر الرسمية ذات العلاقة، فضلا عن أن العمل جار على إزالة الأعشاب الجافة وتنظيف المواقع الرئيسة ومواقع التنزه وجوانب الطرقات بجهود كبيرة من كوادر مديرية الزراعة والأشغال في المناطق الحرجية ذات الخطورة العالية، في حين شدد على عدم التهاون في التعامل مع أي شخص يثبت تعمده إشعال الحرائق.
بدورها، قالت مديرة زراعة جرش المهندسة علا المحاسنة إن المديرية فعّلت 10 أبراج مراقبة مزودة بمناظير وأجهزة لاسلكية لرصد أي طارئ والتبليغ عنه بسرعة، مشيرة إلى أن المديرية بدأت بزراعة أشتال الخروب في المناطق الحرجية، نظرا لقدرة هذا النوع من الأشجار على إبطاء انتشار النيران.
وقال مدير آثار جرش محمد الشلبي إن المديرية باشرت بإزالة الأعشاب الجافة من داخل الموقع الأثري الذي تبلغ مساحته نحو 750 دونما، مشيرا إلى أن نسبة الإنجاز في عمليات الإزالة وصلت إلى 80 بالمائة، والعمل جار من قبل عمال الآثار.
وأكد مدير دفاع مدني جرش المقدم ثامر البقاعي جاهزية كوادر الدفاع المدني للتعامل مع مختلف الظروف الطارئة، موضحا أن زمن الاستجابة لا يتجاوز 7 دقائق، وأن الخطة الموضوعة تتضمن إجراءات وقائية لتقليل ومنع انتشار الحرائق في أسرع وقت ممكن.
وقال مدير شرطة البيئة في جرش النقيب علاء مهيدات إن الشرطة البيئية وزعت منذ مطلع أيار (مايو) منشورات توعوية على زوار المواقع البيئية، ووفرت سيارات دفع رباعي للوصول إلى المناطق الوعرة، ومكبرات صوت للتنبيه بضرورة الحفاظ على نظافة المواقع، إلى جانب استخدام طائرة “درون” لتحديد مواقع الحرائق بدقة.
وأشار مدير تربية جرش وائل أبو عزام إلى أن المديرية تنظم حملات دورية لتنظيف المناطق الحرجية وإزالة الأعشاب الجافة بالتنسيق مع أولياء الأمور والطلبة بهدف تعزيز الوعي البيئي والمسؤولية المجتمعية.