وطنا اليوم_بقلم الدكتورة دهمه الحجايا
تُعد حماية الأمن الوطني واستقرار الوطن مهمةً عُليا تُوّجَه بها مؤسسات الدولة الأمنية وفي مقدمتها دائرة المخابرات العامة الأردنية التي أضافت إلى سجلها الوطني إنجازاً أمنياً بطولياً جديداً يتمثل في الكشف والتصدي لخلايا إرهابية خطيرة كانت تخطط لزعزعة أمن المملكة وسلامة شعبها.
فخلال فترة المتابعة الاستخباراتية التي امتدت منذ عام ٢٠٢١ لهذه الخلايا الأربعة تعاملت الدائرة مع أربع قضايا رئيسة ضمت 16 عنصراً إرهابياً كانوا يعملون ضمن مجموعات منفصلة لتنفيذ مخططات إرهابية آثمة على الأراضي الأردنية.
هذا الإنجاز ليس مجرد رقم يُضاف إلى الإحصائيات بل هو شاهدٌ على الجهد الاستخباراتي الاستثنائي الذي تبذله كوادر المخابرات العامة بقيادةٍ وطنيةٍ حكيمةٍ وبأسلوبٍ عمليٍ يُجسّد مفهوم العمل الاستخباراتي النوعي والحرفي.
إذ لم تكن المواجهة تقليدية بل اعتمدت على متابعة استخباراتية دقيقة وتوظيفٍ ذكيٍ للمعلومات الأمنية وتحليلٍ استباقيٍ للتهديدات مما مكّن من إحباط جميع المخططات الإرهابية الأربعة في مراحلها التمهيدية قبل أن تتحول إلى أعمال عنفٍ تُهدد الأبرياء.
لقد تجلّى في هذا الإنجاز البطولي تفاني “فرسان الحق” من نشامى المخابرات العامة، الذين يعملون في صمتٍ وتضحياتٍ لا يعرف حدوداً ليل نهار لتتبع خيوط الإرهاب وقطعها قبل أن تمتد.
فالقدرة على مراقبة أربع قضايا مختلفة والتصدي لها جميعاً بنجاح يؤشر إلى كفاءةٍ استخباراتيةٍ عالية وقدرةٍ على إدارة التحديات المعقدة باحترافيةٍ تُحبط أي محاولةٍ لاختراق المناعة الأمنية للأردن.
إن هذا الإنجاز ليس مجرد ضربةٍ استباقيةٍ للإرهاب بل هو رسالةٌ واضحةٌ للمتربصين بأن الأردن، بجهازه الأمني المتفوق سيبقى حصناً منيعاً بفضل اليقظة المستمر والتخطيط الاستراتيجي والكفاءة في توظيف التقنيات والأساليب الحديثة في العمل الاستخباراتي. فالمخابرات العامة برجالها ونسائها لم تُحبط مخططاتٍ إرهابيةً فحسب بل عززت ثقة المواطن بمؤسسات وطنه، وأثبتت أن الأمن الوطني خطٌ أحمر لا يُسمح بالمساس به.
ختاماً يُذكر هذا الإنجاز الوطني بأن الأمن نعمةٌ لا تُقدر بثمن وأن المحافظة عليها مسؤوليةٌ جماعية تقودها مؤسسات أمنية وطنية تعمل بلا كلل.
فتحيةً لنشامى المخابرات العامة الذين يكتبون بأرواحهم ووعيهم ملحمة الدفاع عن الوطن ليبقى الأردن كما عهدناه واحة أمانٍ واستقرار في منطقةٍ تعصف بها التحديات.