وطنا اليوم_د. عادل يعقوب الشمايله
-أنَّ رئيس سوريا الجديد تم تنصيبه بناءاً على رأي الخبراء حسب البيان الرسمي. من هم الخبراء؟ من عينهم؟ من اختارهم؟ ما هو مصدر شرعيتهم؟ ما الذي يدعم او يؤكد فرضية صفتهم التمثيلية للشعب السوري؟ هل تم استعادة وتوظيف وتطبيق ممارسة اهل الحل والعقد التي ابتدعها معاوية بن ابي سفيان مؤسس المملكة الاموية وأول ملوكها؟
-تم حل الجيش السوري وتسريح افراده وافراد الاجهزة الامنية الاسدية. البديل لهم من جاءوا الى تركيا من كافة اصقاع الكون تلبية لدعوة حركة داعش الامريكية الارهابية التي اسسها اوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلنتون، ثم انضموا الى صفوفها ومارسوا (ما كل العالم شاهده وسمعه وعرفه) بعد أن استقبلتهم تركيا ومررتهم مع اخلص الدعاء والتمنيات الى سوريا.
هذا يذكرنا بالجيش الانكشاري الذي اسسه واستعان به الخلفاء العباسيون، وكانت العاقبة أن استولوا بعد أن تمكنوا على مقاليد السلطة واصبحوا هم حكام الامبراطورية الاسلامية وفي نهاية المطاف فسدوا ايما افساد وعطلوا كافة محاولات اصلاح الدولة وخاصة الجيش العثماني.
بالنتيجة، الجيش السوري لم يعد، ولن يكون في المدى المنظور جيشا وطنيا ينبع من جبال وسهول ووديان الشعب السوري لحماية الوطن السوري، بل جيشاً أُممياً يتبنى ايدولوجيا أُممية، ويؤمن بأنه يجبُ تحويلُ سوريا الى قاعدة انطلاق لمواجهات وصراعات وتفلتات غير منضبطه في المنطقة العربية.
⁃ حسب البيانات الرسمية سيتمُ اختيارُ مجلسٍ تشريعي. اختيار وليس انتخاب في الاجل القصير. هذا يعني أن السلطة التنفيذية ستختارُ من يراقب عليها ويُسائلها ويحاسبها. هل هذا معقولٌ ومقبول؟ من يستطيع ان يعترض؟ أيُ اعتراضٍ سوفَ يفسر على أنه عصيان للدين ولتطبيق الشريعة وسيطبق عليهم حكم المفسدون في الارض.
⁃ بناءا على ما تقدم يسكون الشعب السوري مغيبا تماما عن مؤسسات القرار. ولكنهُ سيكونُ حاضراً لدفع الضرائب المالية لتسديد رواتب الجيش الانكشاري، وضريبةِ الدم في معارك الفتوحات الاسلامية في البلدان العربية والاسلامية الكافرة (حسب تعريف سيد قطب) التي يخطط لها ويشرف عليها ويقودها قادةُ الجيش الانكشاري ويكون السوريون مجرد حطب مواقدها.