أهالـي غــزة : لن ننسى مواقف الملك والأردن

منذ 3 دقائق
أهالـي غــزة : لن ننسى مواقف الملك والأردن

وطنا اليوم:وضعت الحرب أوزارها، وأثلج الله القلوب بانتهائها، ليلتقط الغزيون الأنفاس وهم يلهجون لله بالحمد والشكر، دون أن ينسوا فضل من ساندهم خلال المحنة وفي طليعتهم الأردنيون قيادة وحكومة وشعبا.
وسط مشاعر الفرح الغامر بالإعلان عن التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار، يؤكد أبناء القطاع أن غزة لن تنسى من وقف إلى جانبها.
ويقول الغزيون إن المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني سجلت مواقف مشرفة وعظيمة بمؤازرتهم والوقوف معهم ودعمهم في كافة المجالات الإنسانية.
ويؤكدون أن بصمات نشامى الأردن ستبقى في قلوبهم، بحملات الإغاثة، وبالمواقف السياسية التي كانت وما زالت خير نصير لصمود الفلسطينيين في وجه العدوان وضد كل محاولات تصفية القضية الفلسطينية وسلب أهل غزة وفلسطين حقوقهم التاريخية المشروعة.
وقد غمرت أجواء السعادة الكبيرة قلوب الغزيين مع إعلان الوسطاء اتفاق وقف إطلاق النار، الذي يدخل حيز التنفيذ يوم الأحد القادم، وتمثلت بنزول آلاف الغزيين إلى شوارع القطاع المدمر بمسيرات عفوية عبروا فيها عن فرحتهم الكبيرة بهذه اللحظة التاريخية الفاصلة في حياة الشعب الفلسطيني، والتي ستوقف شلال الدماء وتخفف من معاناتهم وآلامهم بعد صبرهم الطويل، إذ جابوا شوارع غزة وأصواتهم تلهج بالتكبيرات والدعاء، وأهازيج النصر.
وبدموع تمتزج بمشاعر مختلطة بين الألم بفقدان الأحبة والفرحة بانتهاء هذا الكابوس المرير الجاثم على قلوبهم، عبر غزيون عن مشاعرهم بهذه اللحظة التاريحية.
نور عسلية قالت إنّ «إعلان وقف إطلاق النار كان حلماً كدنا نفقد الأمل بتحققه، ولكن بفضل الله وجهود الوسطاء نجح إتمام هذا الاتفاق»، متمنيةً أنّ «يتمم الله فرحتنا بعودتنا إلى منازلنا في شمال القطاع، وحتى لو كانت مدمرةً سنبني مكانها خيمة إلى أن نعمر ما دمره الاحتلال».
واستذكرت عسلية، الدور الأردني الكبير وعطاءه المستمر طوال فترة الحرب الدامية منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023م، مؤكدةً أنّ «المملكة حكومة وشعباً كانت أصيلة برفض تهجيرنا، إضافة إلى دعمنا من خلال المساعدات الغذائية والطبية وكذلك الإنزالات الجوية التي نفذها سلاح الجو الأردني_ الجيش العربي على أنحاء متفرقة في القطاع، وقت احتياجنا الكبير لها خصوصاً في أيام المجاعة التي فرضها الاحتلال على أهالي الشمال»، مقدمةً شكرها لجلالة الملك عبد الله الثاني، والهيئة الخيرية الهاشمية، والقوات المسلحة الأردنية وأهل الخير في الأردن على دعم ومساندة سكان القطاع.
المواطن الغزي عبد الرحمن عيد، وأثناء الاحتفالات التي عمت مخيمات النزوح، عبّر عن فخره بالشعب الأردني لوقوفه بجانب القضية الفلسطينية عمومًا، وقطاع غزة خصوصا، على مدار التاريخ، وتحديدًا في الوقت العصيب الذي مر به أهالي القطاع من حصار مطبق وتهجير وتجويع ودمار كبير.
وبين عيد الذي فقد منزله، أنّ «المؤسسات الخيرية التابعة للأردن، كانت طوق نجاة لي ولأطفالي خلال هذه الحرب، إذ قدمت لي خيمة آوت عائلتي من حر الصيف وبرد الشتاء، ضمن مشروع مكون من 100 خيمة للأسر المهدمة منازلهم كليًا في منطقة أبراج الشيخ زايد شمال غزة، فضلاً عن تقديمهم طروداً غذائيةً وملابس وفرشا وأغطية»، مشيراً إلى أنّ «الأردنيين لا يبخلون علينا بشيء، وهم أهل العطاء والجود».
ووسط ترديد الغزيين لأناشيد النصر، أكّد المواطن عماد الفالوجي أنّ «الاحتلال استخدم التجويع سلاحاً في الحرب لإرضاخنا وثني عزيمتنا، ولكننا صمدنا بجوعنا وأمعائنا الخاوية»، مبيناً أنّ «التكايا الخيرية خلال هذه الحرب كانت عوناً لخواء بطون أطفالنا الذين كانوا لا يجدون شيئاً ليأكلوه».
وأوضحّ الفالوجي أنّه «من بين التكايا التي انتشرت في مراكز الإيواء، برزت التكايا الأردنية التي كنت أعتمد عليها بشكل يومي لإطعام أسرتي وسد جوعهم»، معرباً عن امتنانه لنشامى الأردن على وقفتهم المشرفة طوال أمد الحرب».
وشكر الجريح محمود عبد العال، الأطباء الأردنيين الذين أنقذوا حياته، من خلال إجرائهم عملية جراحية له في وقتٍ فيه كانت المنظومة الصحية في القطاع تفتقر للجراحين وبعض التخصصات الضرورية أثناء الحرب، إلى جانب نقص الأدوية والعلاجات اللازمة للمرضى.
وفي ضوء ذلك، أوضح عبد العال أنّ الدعم الأردني في القطاع الطبي كان له أثر إيجابي لآلاف المصابين، حيث أعادوا تأهيل مستشفيات عدة منها مستشفى الإندونيسي وكمال عدوان في شمال القطاع، وجمعية أصدقاء المريض بمدينة غزة، مشيداً بدور الأردن الكبير الذي ساهم في إرسال وفود طبية وإنشاء مستشفيات ميدانية لعلاج المصابين وتقديم الرعاية الصحية لهم. وفي الإطار، أكد خالد الزطمة، وهو أحد المستفيدين من مبادرة «استعادة الأمل» التي أطلقتها المملكة في آب الماضي: «طوال فترة نزوحي في مواصي خانيونس كنت أحبو على الرمل لأنني كنت غير قادر على الحركة نتيجة فقدان ساقي»، مبيناً أنّ «أطباء الأطراف الصناعية في المستشفى الميداني ركبوا لي طرفاً صناعياً غيّر لي كل حياتي إلى الأفضل، حيث أصبحت أستطيع الحركة بحرية أكبر من ذي قبل، وصرت قادرا على الذهاب لأي مكان وحدي دون مساعدة أحد». وأوضح الزطمة أنّ «الفرق بين عدم وجود طرف صناعي ووجوده كالحياة والموت بالنسبة لمبتوري الأطراف»، موجهاً شكره للقائمين والداعمين لهذه المبادرة وخصوصاً الهيئة الخيرية الهاشمية التي تقدم دعماً كبيراً لأهالي القطاع في مختلف المجالات الأساسية، واهتمامها الواسع بالجرحى جراء العدوان.