الفريق المتقاعد موسى العدوان يكتب: الاتهامات الباطلة

منذ دقيقة واحدة
الفريق المتقاعد موسى العدوان يكتب: الاتهامات الباطلة

كتب الفريق المتقاعد/ موسى العدوان

لا أعرف من الذي ابتدع هذه الكذبة ” بأن قائد الفرقة الأولى في الجيش الأردني، الفريق مشهور حديثة الجازي، رفض أوامر الملك في وقف القتال مع الجيش الإسرائيلي في معركة الكرامة عام 1968 ؟

الفريق مشهور حديثة عليه رحمة الله، كان قائد اللواء الذي كنت أخدم به كقائد سرية، ثم تصادقنا في مرحلة لاحقة، بعد أن تقاعدنا من الخدمة العسكرية.

وإجلاءً للحقيقة وإنصافا لمن هم اليوم بين يدي الله أقول: أن موقف الفرقة الأولى في معركة الكرامة كان دفاعيا، والأوامر تقضي على المدافع أن يدافع عن منطقته بكل قوة.

وعندما علمت الاستخبارات العسكرية عن الحشود الإسرائيلية شرقي مدينة أريحا، وشوهدت بالعين المجردة من قبل العسكريين والمدنيين، صدرت أوامر القيادة العامة بالتصدي للعدو ومنعه من اختراق نهر الأردن إلى الشرق.

مع ساعات الفجر الأولى اقتحم العدو نهر الأردن على ثلاثة محاور، وتجاوز قوات الحجاب الخفيفة أمام المواقع الدفاعية، واشتبك مع القوات الأردنية المدافعة من الدروع وقوات المشاة تحت قصف الطائرات المعادية، حسب قواعد الاشتباك الصادرة في الأوامر الدفاعية مسبقا، ولا تحتاج إلى أوامر جديدة.

استمرت الاشتباكات العنيفة بين الطرفين لمدة 16 ساعة متواصلة، أدت إلى وقوع خسائر كبيرة في العدو بالأفراد والمعدات. فطلب العدو وقف القتال عن طريق الأمم المتحدة، بعد أن فشل في تحقيق أهدافه. ولكن الملك حسين رفض وقف القتال طالما أن هناك جندي إسرائيلي شرقي نهر الأردن. وتم انسحاب العدو فعلا في مساء ذلك اليوم.

لم تصدر من الملك حسين بصفته القائد الأعلى للقوات المسلحة، أية أوامر لقائد الفرقة الفريق مشهور حديثة الجازي، بوقف القتال مع العدو الإسرائيلي في تلك المعركة إطلاقا.

أحترم الفريق مشهور حديثة الجازي، وأقدّر قيادته لمعركة الكرامة بكفاءة، ولكن لا يجوز اطلاق تهمة رفضه لأوامر الملك حسين والتمرد عليه بوقف القتال في تلك المعركة، لصنع بطولة زائفة لا يقرها الجازي نفسه لو كان حيا.

هذه هي الحقيقة التي نعرفها وتابعناها في حينها، بكل دقائقها وبكل أمانة وصدق. ومن غير المنطق أن يتم تناقل هذه الرواية غير الصحيحة، احتراما لأرواح الأموات وتحريا للحقيقة. فليكفّ الحكواتية عن هذا الهراء الذي يجافي الحقيقة، ويسيء لقائدين قدما خدمات مخلصة للوطن.

رحم الله الملك حسين، ورحم الفريق مشهور حديثة الجازي، قائد الفرقة الأولى المقاتلة آنذاك، وجزاهم الله عنا خير الجزاء.