وطنا اليوم:أكد رئيس المجلس الأعلى للمركز الوطني لتطوير المناهج الدكتور محي الدين توق، أن أكثر ١٥ دولة في العالم تقدمت خلال السنوات الاخيرة كان التعليم سببا في تقدمها هذا.
وقال توق خلال استضافته في جمعية الشؤون الدولية بمحاضرة حول “ما الجديد في المناهج الأردنية؟”، إن الاردن شهد تقدما كبيرا في التعليم ونكاد نكون من الافضل عربيا في المؤشرات الكمية، لكن لدينا جوانب قصور متعلقة بمواءمة التعليم للمجريات والتطورات، واستقطاب الافضل لمهنة التعليم، مشيرا الى ان من يتوجه لمهنة التعليم في الاردن هم الاقل تحصيلا في الثانوية العامة او المتوسطين، اضافة الى غياب المساءلة القائمة على النتائج.
وتناول توق 3 جوانب هي اهمية التعليم، والتحولات الكبرى في التعليم، والتدخلات التي لجأت لها الدول للتقدم التعليمي.. ثم تحدث عما يفعله المركز في هذا السياق.
واشار الى ان فقر التعلم في الاردن تجاوز ال 50 بالمئة، ونتج عن جوانب القصور في النظام التعليمي ضعف امتلاك مهارات سوق العمل وتخلخل منظومة القيم العامة، وضعف المشاركة في الحياة العامة وتحمل المسؤولية والالتزام بحكم القانون.
وتساءل توق عما هو المطلوب بعد هذا القصور، هل اجراء تحولات ام اصلاحات ام اعادة توجيه للسياسات، مشيرا الى ان المطلوب اجراء تحولات جذرية في التعليم وليس اصلاحات.
وبين توق ان الدول التي تقدمت عملت على تطوير وتحديث المناهج والمعايير اضافة الى مراجعة الاجور والرواتب فيما لم يقترب الاردن من الرواتب منذ 25 عاما، وتطوير مهارات المعلمين والمديرين موضحا اننا لم نضع قدمنا بهذا الاتجاه بعد، وتعديل اسس تقييم وتقويم تعلم التلاميذ مؤكدا أن العلامة على الامتحان امر عفا عليه الزمان، وتعديل السياسات والتشريعات التربوية.
وقال ان المركز يحاول العمل على مجالين هما التحولات الكبرى والتدخلات الكبرى موضحا ان المناهج هي الحمض النووي للعملية التعليمية التعلمية.
اما التحول الاول فهو انتقال التركيز من المعلم والتعليم الى المتعلم والتعليم، فبني الاطار العام للمناهج واشتملت الوحدات الدراسية والدروس على انشطة التعلم الذاتي، وركزت الكتب الدراسية كافة على الفهم والاستيعاب والتطبيق وحل المشكلات والابتعاد عن التلقين والحفظ الصمي.
واعرب توق عن استيائه لعدم تقدير هذا المجهود والبحث في تخفيض عدد الآيات المطلوب حفظها وتركوا التركيز على فهم معاني هذه الآيات ودورها في حياة الفرد والمجتمع.
واضاف ان التحول الثاني كان في مجال تنوع قنوات التعلم سواء بالبحث عبر الانترنت ومناقشة المواضع مع الابوين والزملاء في المدرسة او السبل الاخرى.
اضافة الى التحول من التلقين والحفظ، الى التعلم الاستكشافي وحل المشكلات، اذ شملت جميع الكتب المدرسية انشطة وقضايا بحثية متنوعة، الى جانب العديد من الاجراءات الاخرى.
وأكد توق أنه اذا قمنا باجراء كافة التدخلات التي يعمل المركز عليها فإننا سنشهد تقدما كبيرا في التعليم الاردني بغضون ٦ سنوات، مشيرا الى ان الاردنيين متعجلين ويريدون النتائج مباشرة.
رئيس الوزراء الاسبق عدنان بدران قال إن التحديات كبيرة منها مجتمعيا، والنقد اللاذع، ومجابهة المرتكزات التربوية عند كل تحديث او تطوير.
واوضح ان الميزانيات قليلة جدا لكن من خلالها استطعنا ارساء دعائم لمسيرة المركز الوطني لتطوير المناهج الذي يجب ان يستمر باستقلاليته، اضافة الى انتقال الامتحانات له من خلال بنك امتحانات، والتطوير السريع لامتحان التوجيهي الذي عفا عليه الزمان.
واكد بدران على ضرورة حل مشكلة المعلمين بتطوير مهاراتهم وتدريبهم وتأهيلهم على التعامل مع المناهج وتهيئة البيئة الابداعية.
وطالب بدعم التعليم بحزم تعلمية نموذجية في الاختصاصات كافة وانسنة التعليم الامر الذي اصبح ضروريا بعد اختفاء الانسانية من العقل البشري، وعدم الاعتماد على المعلم والغرفة الصفية فقط.