وطنا اليوم/ بقلم _ مأمون المساد_ قد تأخذنا الحماسة والانفعال أمام الجرائم الإسرائيلية اليومية تجاه أهلنا الفلسطينين في قطاع غزة والضفة الغربية لكن ذلك لا يبرر الخطوة والعملية التي اقدم عليها شابان اردنيان ، ونحن ننظر الى الموقف الأردني الرسمي الذي لا يدانيه موقف في المنطقة والاقليم عبر مسارات العمل التي استطاعت أن توصل الرسالة الى مشارق العالم ومغاربه ، وتساند الحق الفلسطيني في الحياة وإقامة الدولة الفلسطينية وجعلت من حكمة قيادته بوابة امل وفرج لأهل القطاع المحاصرين والمشردين عبر بوابة الانزالات الجوية ، وجسر الإغاثة والمساعدات البرية ، والمستشفيات الميدانية الأردنية في الأراضي المنكوبة .
لكن ما حدث في عملية البحر الميت بداية عمل غير مجد يعرض كل الجهود وأبواب الأمل الأردني إلى الخطر ، ويقدم المبررات لإسرائيل لإغلاق الأبواب والأجواء والتضيق على يد الغوث والعون الاردنية ، ويزيد الاعباء على جيشنا العربي وقواتنا المسلحة في مساحة الحدود الممتدة في هذا الوقت العصيب على المنطقة والاقليم .
عملية البحر الميت اليوم ، عملية لخرق و خروج على القانون الأردني اولا وقبل كل شيء ، ويفتح تغيير خطاب الحركة الإسلامية في الأردن بأن يكون هناك تنظيم يتسلح وينفذ عمليات تحمل فكر المليشيات المتطرفة في داخل الدولة الراسخة بأجهزتها وانظمتها وقوانيها ومؤسساتها ، ونحن نرى ونتابع ما جرته هذه المليشيات في البلاد المجاورة من ويلات على سيادة الدول واجهزتها ، وجرت عليها الخرب والدمار .
ما كان في الفيديوهات الشابين ودعوة بيان الحزب للاحتفال بهما تغرير وفكر متطرف وسطحية في العمل العام الذي منحت له مساحات المشاركة ضمن مؤسسات وقوانيين المملكة ، وبرسالتها وتحت رأيتها وظل قيادتنا الهاشمية المعززة بالحكمة والمواقف الشجاعة … وليبقى الأردن الاصدق موقفا وعملا ضمن الاطر الشرعية لمؤسساته وأفراده .