وطنا اليوم:يشكو أهالي عدد من مناطق لواء الشونة الجنوبية من مشكلة المواصلات نتيجة عدم وصول الباصات وقلة عددها وعدم التزامها بالخطوط المقررة لها، ما يشكل معاناة كبيرة خلال تنقلهم من وإلى مناطق سكناهم.
ويؤكد عدد من الأهالي، أن معاناتهم يومية وتتفاقم خلال أوقات الدوام الرسمي وبدء الدراسة الجامعية، لافتين إلى أن غالبية الباصات لا تصل إلى وجهتها المقررة، ما يضطر الأهالي إلى المشي لمسافات طويلة للوصول إلى أقرب نقطة تصل إليها الباصات.
ووفق المواطنة وعد محمود من منطقة الجواسرة، فإن الباصات العمومية لا تصل إلى منطقتهم نهائيا، رغم أن تعداد سكانها بالآلاف، موضحة أن غالبية الأهالي يضطرون إلى المشي لمسافة تزيد على الكيلومتر للوصول إلى الشارع الرئيسي للحصول على وسائط النقل أو تحمل كلف مادية لقاء أجور سيارات الأجرة أو وسائط النقل الخاصة.
وأضافت، أن معظم الأهالي، سواء الموظفين أو طلبة الجامعات أو حتى المرضى الذين يراجعون العيادات في مستشفى الشونة الجنوبية، يضطرون للاستيقاظ مبكرا لضمان الوصول إلى أماكن عملهم أو الوصول إلى مركز اللواء للتمكن من اللحاق بالباصات التي تنقلهم إلى العاصمة أو السلط، لافتة إلى أن معاناتهم أثناء الذهاب لا تقارن بمعاناتهم عند العودة، خاصة خلال ساعات المساء لعدم توفر وسائط نقل من وإلى اللواء.
وأوضحت محمود، أن النساء يواجهن مصاعب وتحديات أكبر من الرجال، خصوصا أن عدم توفر المواصلات خلال ساعات المساء يؤدي إلى تأخرهن في الوصول إلى المنازل، ما يسبب لهن ولأسرهن حرجا، مطالبة بضرورة توفير وسائط نقل كافية ومراقبة الباصات الموجودة لإلزامها بالوصول إلى نهاية خط سيرها، بالإضافة إلى ضرورة توفير وسائط نقل خلال ساعات المساء وخطوط نقل للمناطق المحرومة لإنهاء المشكلات التي يواجهها أبناء اللواء في أسرع وقت.
كما يؤكد عدد من أهالي بلدة النهضة، أن عدم التزام سائقي الحافلات العاملة على خط الشونة الجنوبية – النهضة بالوصول إلى نهايته، وعدم تواجدها بعد ساعات العصر من كل يوم بحجة التزامهم بنقل عمال المصانع، يضطرهم إلى استئجار سيارات أجرة بتكاليف عالية تثقل كاهلهم المادي.
وقال الطالب الجامعي محمد العدوان إنه يواجه صعوبة كبيرة في المواصلات عند ذهابه إلى الجامعة في عمان، حيث يضطر إلى الخروج من المنزل في ساعة مبكرة جدا للحاق بالباص، موضحا أن تأخره لدقائق يجبره على الانتظار لأكثر من ساعة حتى وصول الباص الآخر، الأمر الذي تسبب في عدم وصوله إلى الجامعة في الوقت المناسب عدة مرات.
وأشار العدوان، إلى أن معاناته عند العودة إلى المنزل لا توصف، حيث يضطر للوقوف على الطريق بانتظار الباص العائد من عمان إلى الشونة الجنوبية، لا سيما خلال فصل الشتاء، مشيرا إلى أن معظم الباصات تتوقف عن العمل بعد الساعة السادسة مساءً، ما يضطرهم إلى ركوب السيارات الخاصة أو سيارات الأجرة التي تتقاضى مبالغ كبيرة لإيصالهم إلى منازلهم.
ويشاركه الرأي عواد البليلات، قائلا، “أنتظر أحيانا لمدة ساعة كاملة حتى وصول الباص، وأحيانا أضطر لركوب سيارة أجرة لكي لا أتأخر على عملي”، مضيفا، أن عدم وجود باصات كافية غالبا ما يتسبب في تأخر عودته إلى المنزل مساءً.
ويرى البليلات، أن مشكلة المواصلات باتت تشكل تحديا حقيقيا أمام العاملين وطلاب الجامعات، خصوصا النساء والفتيات، لافتا إلى أن أي مواطن لا يستطيع دفع أجرة التاكسي يوميا والتي لا تقارن بأجرة الباص.
من جانبها، قالت عضو لجنة الشراكة المحلية ضمن مشروع (USAID مكانتي) سيرين الشريف، إنه جرى عقد لقاء مع متصرف لواء الشونة الجنوبية ومسؤول هيئة قطاع النقل لبحث كافة المشكلات المتعلقة بالمواصلات والتحديات التي تواجه الأهالي، وخصوصا النساء، في محاولة لإيجاد حلول جذرية لها، مشيرة إلى أن هيئة قطاع النقل أبدت تعاونا كبيرا، وسيتم خلال الفترة المقبلة إيجاد حلول لبعض التحديات للحد من معاناة الأهالي.
وأكدت الشريف، ضرورة تحسين المواصلات وإيجاد وسائل نقل آمنة وفعالة تعزز وصول النساء والشباب إلى تلقي الخدمات، سواء كان بوصولهم إلى أماكن التدريب أو العمل.
بدوره، أكد مدير مكتب هيئة النقل العام/ البلقاء علاء الأغوات، أن الهيئة ستتابع باهتمام شكاوى المواطنين وستحل بعض المشكلات التي تواجههم. مشيرا إلى أنه تم التواصل مع بعض مالكي الحافلات والتنسيق معهم لخدمة المناطق غير المغطاة. وعلل الأغوات عدم وجود حافلات نقل عام لمناطق الجواسرة والكفرين بسبب شطب مالك الحافلة لها وإيقافها عن العمل.
وأضاف، أن الهيئة لن تتوانى عن إلزام سائقي الحافلات بالمسار المحدد لهم، وبعكس ذلك ستقوم باتخاذ الإجراءات القانونية المناسبة بحقهم، داعيا المواطنين إلى إبلاغ الهيئة عن أي مخالفة أو تجاوز بهذا الخصوص من خلال مكتبها الموجود في السلط أو الاتصال عبر الخط الساخن المجاني، بما يضمن التخفيف من معاناة المواطنين