د. عادل يعقوب الشمايله
في واحد من خطاباته الكثيرة قال امين حزب الله حسن نصرالله:
“إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي دام ظله وأن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور وهي مركزه الأساسي وهي داعمه الأقوى وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره”. واضاف:
“نرفض أي مشروع حرب على الجمهورية الإسلامية في إيران، لأن هذه الحرب ستشعل المنطقة وتدمر دولاً وشعوباً، ولأنها ستكون حرباً على كل محور المقاومة”.
قانونيا، يمكن تصنيف اقوال حسن نصرالله تحت عنوان تهمة الخيانة العظمى.
لماذا؟
الجواب: حسن نصرالله مواطن لبناني وليس مواطناً ايرانيا. حسن نصرالله مواطن عربي بينما خامئني مواطن فارسي.
لبنان دولةٌ مستقلةٌ ذاتُ سيادة، وولاء حسن نصرالله وباقي اللبنانيين يجب ان ينحصر لدولةِ لبنان لا غير، وكذلك لرئيسِ لبنان وليس لرئيس دولة اجنبية هي ايران.
علي خامئني انتخبهُ مجلسٌ من الملالي الايرانيين، وقد اقسمَ بعدَ انتخابهِ على احترامِ وحمايةِ الدستور الايراني وضمان عدم تجاوزه من أيٍّ كان، وحماية مصالح الدولة الايرانية، باعتباره القائد الاعلى للقوات الايرانية بكافة اصنافها والحاكم الفعلي لايران. فما هو سندُ ان يكونَ قائداً ومرشداً وسيداً للبنان في الوقت ذاته حسب تصريحات حسن نصرالله؟
بل وصل الامرُ الى احتماليةِ تعرض دولَ عربية للخراب والدمار اذا تعرضت ايران الى عدوان خارجي امريكي او اسرائيلي حسب تصريح حسن نصر الله!! والسؤال لماذا تدمر دولٌ عربيةٌ نتيجةَ نزاعات وصراعات ايران الخارجية الناجمةِ عن سياساتها ومصالحها الوطنية او المذهبية وطموحاتها للهيمنة الاقليمية، سواءا كانت ايران محقة او غير محقة؟ فوظيفةُ الحرس الثوري الايراني هي حمايةُ ايران. والموازنة الايرانية تصرف داخل ايران. ولم تتوانى ايران عن وقف تدفق مياه نهر سبق وتدفق قرونا طويلة من اراضيها الى اراضي العراق ذي الغالبية الشيعية. السبب ان مصالح شيعة ايران الفرس اهم من مصلحة الشيعة العرب في العراق.
الولاءُ الخارجيُ ظاهرةٌ مَرَضيةٌ بامتياز، تكررت في عالمنا العربي. الولاءُ لرؤساءِ احزابٍ كحزبِ البعث بفرعيه والحزب الشيوعي وجماعة الاخوان والوهابيين السلفيين، ولرؤساء دول مثل جمال عبدالناصر وصدام حسين وحافظ الاسد وحتى معمر القذافي. الولاءُ للخارج دليلٌ على عدمِ ثباتِ ورسوخِ مفهومِ الدولةِ الوطنيةِ والتشكك والتشكيك بمشروعية وجودها رغم الرايات الخفاقة وهيجان ومبالغات الاشعار والاهازيج والاغاني الوطنية.
ظاهرة الولاء الخارجي تشكل خروجا على الدستور الوطني الذي يحدد اطار وعنوان ولاء المواطنين في كل دولة.
هل تقبلُ الحكومةُ البريطانية ان يكونَ ولاءُ مواطنيها للرئيس الفرنسي او للرئيس الروسي او الرئيس الصيني؟ والامر ذاته بالنسبة للمواطن الروسي والامريكي الغير مسموح له ان يكون ولائه لاي دولة غير دولته التي يحمل جنسيتها. والا لأُجلس على الكرسي الكهربائي.