بنخوة النشامى “أردني ملكاوي” ينقذ مواطناً أمريكياً من الموت في ولاية واشنطن

7 سبتمبر 2024
بنخوة النشامى “أردني ملكاوي” ينقذ مواطناً أمريكياً من الموت في ولاية واشنطن

وطنا اليوم_بقلم: المستشار محمد الملكاوي

 

بدون تردد، قفز الأردني محمد ماجد خالد الملكاوي من سيارته لإنقاذ حياة مواطن أمريكي في ولاية واشنطن، عندما كانت سيارته تحترق وكادت حياته أن تنتهي احتراقاً بعدما عجز عن إخراج نفسه. ولكن، بحمد الله، تمكّن “الأردني الملكاوي” بعد معاناة شديدة من إخراج الأمريكي من السيارة قبل أن تلتهمها النيران بالكامل.

 

ويا ترى، كم مواطن أمريكي أو غير أمريكي كان مستعداً في تلك اللحظة المُرعبة أن يُخاطر ويُغامر بحياته لإنقاذ حياة إنسان لا يعرفه وتكاد النيران أن تلتهم أجزاء كثيرة من سيارته؟ لن أُنكر أن هول اللحظة كان رهيباً على الكثيرين، ولم يجد البعض إلا تصوير مشهد احتراق السيارة بطريقة “تلفزيون الواقع الأمريكي” (American Reality TV)، في حين تصدى هذا الشاب الأردني الملكاوي بطريقة “الواقع الأردني” بــ “Jordanian Reality Life”، وفضّل أن يكون أمام الكاميرا لا من خلفها، لإنقاذ حياة إنسان قبل أن يموت في سيارته المحترقة.

 

وبصفتي رئيساً لوِحدة ثقافة السلام في الشرق الأوسط، أُدرك في قرارة نفسي أن هذا النشمي الأردني قد أنقذ المواطن الأمريكي بغض النظر عن ديانته، معتقداته، شكله، لونه، جنسه، أو وضعه القانوني كمهاجر شرعي أو غير شرعي، لأن الهدف الرئيسي كان إنقاذ حياة إنسان. الإنسانية التي تعلمها من عقيدته الإسلامية وعروبته في أسرته وعائلته ووطنه وأمته، هي أن الله عز وجل “قد كرّم الإنسان” بشكل مطلق، وأن “الإنسان هو أغلى ما نملك” في هذا الوجود.

 

رسالتي موجهة إلى الرئيس الأمريكي جو بايدن، والمرشحة للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، والمرشح للرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري دونالد ترامب، وإلى الكونغرس ومجلس النواب الأمريكي، وإلى “لوبيات” الضغط في الولايات المتحدة، وكل إنسان أمريكي: إن الأردني (محمد ماجد خالد الملكاوي)، ابن الـ 32 عاماً، الذي يقيم في بلدة “توكوما” بولاية واشنطن، هو “رمز سلام أردني” يعيش على الأرض الأمريكية، ويمثل الكثير من الشباب الأردنيين المستعدين للتضحية بأنفسهم لإنقاذ حياة إنسان لا يعرفونه، لأن قيمة الحياة في الأردن هي الأثمن والأغلى.

 

ختاماً، الإعلام الأمريكي لم يقصر في الإشارة إلى العمل البطولي الذي قام به محمد الملكاوي، لكن الإعلام الدولي لم يسلط الضوء على الحدث بالشكل الكافي، لأنه يبحث عن التفجيرات والمفرقعات أكثر مما يبحث عن إنقاذ حياة البشر. لذلك، شكراً لأردني ملكاوي قدم درساً عالمياً في إنقاذ حياة إنسان دون أن يعرف اسمه أو ديانته.