المنافقون في الدركِ الأسفلِ من النار

30 أغسطس 2024
المنافقون في الدركِ الأسفلِ من النار

د. عادل يعقوب الشمايله

يتغنى المنافقون المؤدلجون ببطولات حماس. ويرددون هرطقات الدويري والفلاحات أنَّ اسرائيل لم تنتصر لأنها لم تحقق أيَّ هدف من اهدافها المُعلنة.
السؤالُ الذي لم يجبْ عليهِ الدويري والفلاحات والمنافقين الذين اعمتهم الايدولوجيا، هل حققت حماس من ناحيتها أي هدف من اهدافها؟
كان لطوفان الاقصى هدفان معلنان: الاول تحرير الاسرى والثاني منع تعديات المتطرفين الصهاينه على المسجد الاقصى.
هل تحققَ أيٌّ من الهدفين؟ الجوابُ بالطبع لا. فعددُ الاسرى والمساجين الفلسطينيين زاد بعشرة الاف سجين ومعتقل.
أما التعديات على الاقصى فقد زادت في تكرارها ووقاحتها وخطورتها. وها هو بن غفير يعلنُ عن نيتهِ بناءَ كنيسٍ يهودي بجانب الاقصى. أيّ بناءَ الهيكل سيما وأن اسرائيل قد احضرت البقرات الحمر التي تنص عليها التوراةُ كشرطٍ من شروطِ بناءِ الهيكل.
اذاً حماس خسرت الحرب تماماً ً وبكافة المعايير التي يقبلها العقل البشري السوي، لأنها لم تحقق اهدافها المعلنة. بل إنها تسببت بارتكاب جرائم ضد الانسانية، جرائم ابادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية لأنها نبشت عُشَّ الدبابير دون تزويد سكان غزة والضفة بالالبسة والاقنعة الواقية من لدغ الدبابير.
قواتُ حماس اختبأت في الانفاق وبين المدنيين في المدارس والمساجد
والمستشفيات طيلةَ فترة الحرب الانتحارية الغبية غير المحسوبة، وتركت المدنيين الذين لم تستشرهم وتأخذ موافقتهم على تحمل ويلات الحرب من هدم البيوت والتشريد والجوع والعطش وانتشار الامراض وفقدان عائلات بأكملها إبتداءاً من الحفيد وحتى الجد والمبيت في العراء وسط مياه المجاري وخراب البنية التحتية ومياه الشرب والكهرباء والمستشفيات والجامعات والمدارس والهواء والمراحيض والمجاري.
بالمقابل، حققت اسرائيل اهدافها المعلنةِ والمخفيةِ ولا يُجادلُ في ذلك عاقل. فقد تمَّ احتلالُ كاملِ قطاع غزة من اقصاه الى اقصاه. وقضت على قوة حماس وكسرت عمودها الفقري وذبحتها من الوريد الى الوريد وهاهي حماس تستجدي الهدنة ووقف اطلاق النار. وتطالبُ بعودة اوضاع غزة الى ما قبل غزوتها الطائشة الفاشلة وتحت تحكمها وسيطرتها ومتاجرتها. ولكن هيهات هيهات.
ففي حين يتلاعب نتنياهو المنتصر بالوسطاء وباعصاب وسمعة حماس ويماطل ويناور ويكذب لأنهُ يُصرُّ على الحصول على مكاسب ما كانت متاحةً لاسرائيل لولا الفرصة التي أهدتهُ اياها حماس.
كما توشكُ اسرائيل على تحقيق اهدافها غيرِ المعلنةِ وهي تفريغ قطاع حماس والضفة الغربية من سكانهما العرب واستكمال احتلال كامل الساحل الفلسطيني والهيمنة الكاملة على حقول النفط والغاز على ساحل لبنان وفلسطين بعد ان سبق ووافق حزب المرشد الايراني على مؤامرة الترسيم وتقسيم الشاطئ التي فبركتها امريكا وسوقتها فرنسا وساومت عليها ايران والتي حصلت بموجبها اسرائيل على المخزون النفطي للساحل وحصل حزب المرشد ولبنان من الغنيمة بالاياب ومصالح ايران.
لم تكتفي حركة حماس بما تسببت به في غزة من مآسي وضياع الوجود الفلسطيني، فها هي تكرر الطيش والاستهتار والمقامرة في الضفة الغربية. عملية التجريف والهدم والقتل والترحيل تجري على قدم وساق. وما هي الا ايام حتى نرى الفلسطينيين يركضون من ركن الى ركن ومن منطقةً آمنة الى منطقةٍ آمنه ريثما لا تبقى منطقةٌ آمنةٌ للفلسطينيين في فلسطين.
لحد الان لم يعلن منجمٌ او عبقري او جنيٌّ عن اهداف حماس غير المعلنة حتى نُقَيَّمَ مدى تحققها.
طوفان الاقصى يكرر نجاحات وبطولات عبدالناصر عندما اغلق مضائق تيران وطرد قوات الطوارئ وزعم أنه مستعدٌ لمحاربة اسرائيل ومن وراء اسرائيل. بعد فترة وجيزةٍ هرب الجيش المصري ولم يحارب اسرائيل بل لم يستطع الالاف من جنودة حماية انفسهم من الضباع والوحوش واكلت الكلاب جثث الالاف منهم وتكلل جبين عبدالناصر ووزير دفاعه النسونجي الخامل المخدر عبدالحكيم عامر. هزيمةٌ لا يستحقها الجيش المصري الذي هزم المغول وانقذ سوريا والذي استطاع هزيمة اسرائيل في حرب اكتوبر عام ١٩٩٣.
كما تُكررُ حماس بطولات ونجاحات وانتصارات “بطل الجحر” صدام الذي حارب ايران بلا سبب واحتل الكويت التي ناصرته ومولت حربه المدفوعة من امريكا ضد ايران.
متى سيستيقظ العربان. الى متى سيظلون نياماً مطبقين حكمة:
ناموا ولا تستيقظوا فما فاز الا النومُ.