بقلم الدكتور ارحيل غرايبة
كانت حاجتنا الملحة وما زالت الى إصلاح وطني سياسي أولا، ليكون بوابة الى اصلاح وطني شامل ..
الشروع في عملية الإصلاح لم يكن ترفا بل يصل الى مرتبة الضرورة من أجل الانتقال بالاردن مع عبور المئوية الجديدة نحو الدولة الأردنية الحديثة الآمنة المستقرة سياسيا ، والمزدهرة اقتصاديا ، والمتقدمة علميا وتربويا .. في ظل ظروف إقليمية ودولية معقدة تقتضي اليقظة والقراءة الإستباقية لمجمل التحولات الحتمية التي تجتاح المنطقة والإقليم ..
لقد شرع الأردنيون بمراثون حوار وطني جاد من خلال لجنة حوار ملكية عليا .. وتمخضت العملية الحوارية عن جملة مقررات مهمة تقضي بوضوح إصلاح قانون الانتخاب والأحزاب بهدف الانتقال المجتمعي الشامل من مرحلة التنافس العشائري والمناطقي والجهوي الى تنافس بالرؤى والفكر والبرامج عبر أحزاب جديدة قادرة على استيعاب المرحلة ، وقادرة على قراءة التحولات السياسية ، على الصعد المحلية والإقليمية والعالمية ، وإدراك مستوى التحديات التي تواجهها منطقتنا بشكل عام ، و تواجه الأردن بشكل خاص .. وهذا يقتضي الإنتقال الحتمي من الهياكل والأطر القديمة التي تشكلت عبر مرحلة من الماضي المختلف ،والتي كانت استجابة لأنماط من الصراع السياسي العالمي الذي تغيرت معالمه وتفاصيله بطريقة واسعة .. وهذا التغير الذي يفرض نفسه على الأنظمة والدول والعلاقات والتحالفات الإقليمية والعالمية ، فهو يفرض نفسه ايضا على الأحزاب والأطر السياسية على مستوى الشعوب والجماهير بكل يقين ..
لقد كان من المأمول ان تكون الاجراءات و والاستعدادات على الصعيد الرسمي اولا، والشعبي ثانيا ، متوائمة مع هذه الرؤى وهذه التنظيرات الواقعية التي أجمع عليها الأردنيون من القاعدة الى أعلى الهرم ، لكن كانت الفجوة واسعة بين الواقع والمأمول ..!!
كان لدى الاردنيين أو أغلبهم على الأقل طموح وأمل بان نتعاون جميعا على هذا الانتقال الجمعي السلس من مرحلة الى مرحلة .. من خلال أفكار جديدة وقيادات جديدة وأطر جديدة ، ووسائل وأدوات جديدة .. وأن تبدأ مرحلة بناء جديدة برجال يتقنون البناء ؛ من غير أولئك الذين اتقنوا الهدم في المراحل المنصرمة ..
ما زلنا بأشد الحاجة الى فكرة جديدة تجمع بين العمل الوطني المتقن القائم على الكفاءة والبرامج المتخصصة،والانتماء العروبي القومي الإيجابي الذي يتوق الى الوحدة والتكامل والتنسيق العربي المشترك ، على كل الصعد ،وكذلك الفهم الإسلامي الواسع الذي يبني القيم والهوية والجذور والتميز الحضاري الثقافي الذي يدعو الى الفخر ويدفع نحو النهوض الحضاري الرسالي لكل الانسانية ..
( وطني عروبي إسلامي إنساني) بلا فرقة ولا تناحر ولا تعص