كتب ا د هاني الضمور :
في ظل التحديات الاجتماعية والاقتصادية المتزايدة التي يواجهها الأردن، تصبح قدرة الأحزاب السياسية على بناء جسور الثقة مع المجتمع محوراً أساسياً لنجاحها واستدامتها. يتساءل الكثيرون اليوم: هل ستنجح الأحزاب في المرحلة القادمة في تحقيق هذا الهدف؟ وما هي مصادر نجاحها؟
تتساءل الشوارع الأردنية اليوم عن مدى قدرة الأحزاب السياسية على تحقيق تطلعات المواطنين، في وقت تتزايد فيه الضغوط الاجتماعية والاقتصادية. يشكل بناء الثقة مع المجتمع ركيزة أساسية لنجاح أي حزب سياسي، ولكن هل الأحزاب الأردنية مستعدة للمرحلة القادمة التي تعتبر الأكثر حرجاً في تاريخها؟
تواجه الأحزاب الأردنية عدة تحديات تعيق قدرتها على بناء الثقة مع المواطنين. من أبرز هذه التحديات الشفافية والمصداقية؛ حيث يطالب المواطنون بمزيد من الشفافية في العمل السياسي والإداري. الثقة تتطلب وضوحاً في الرؤية وصدقاً في التعامل مع القضايا الوطنية. كذلك، تحتاج الأحزاب إلى تطوير وسائل التواصل مع المواطنين، باستخدام كل من الإعلام التقليدي والجديد للوصول إلى مختلف شرائح المجتمع. إلى جانب ذلك، يجب على الأحزاب أن تثبت قدرتها على تنفيذ وعودها الانتخابية وتحقيق نتائج ملموسة يشعر بها المواطنون في حياتهم اليومية.
يمكن للأحزاب استمداد نجاحها من عدة مصادر، أهمها تقديم برامج انتخابية واقعية ومبنية على دراسات تحليلية عميقة للمشكلات الاجتماعية والاقتصادية. كذلك، يعد تعزيز الشراكات مع منظمات المجتمع المدني والقطاعات الأخرى لتقديم حلول متكاملة وشاملة للمشكلات من أهم مصادر النجاح. بالإضافة إلى ذلك، يمكن الاعتماد على الكفاءات الوطنية والخبرات المحلية في تطوير وتنفيذ البرامج والمشاريع.
تعتبر المرحلة القادمة من أهم وأصعب المراحل التي تمر بها الأحزاب الأردنية. هي فترة حاسمة تتطلب منها إثبات جدارتها وقدرتها على التغيير الإيجابي. الأوضاع الاقتصادية الصعبة والبطالة المتزايدة تجعل المواطنين يبحثون عن حلول حقيقية وليس مجرد شعارات. إذا لم تتمكن الأحزاب من تقديم حلول ملموسة، فقد تفقد ثقة المواطنين بشكل نهائي.
الأحزاب الأردنية أمام اختبار حقيقي في المرحلة القادمة. يجب أن تظهر قدرتها على العمل الجاد والتعامل مع الأزمات بفعالية. هذه الفترة تتطلب تعاوناً أكبر بين الأحزاب والمجتمع المدني للوصول إلى حلول مستدامة.
المرحلة القادمة تمثل تحدياً كبيراً، حيث يتوجب على الأحزاب إثبات وجودها وقدرتها على تحقيق نتائج. هذه الفترة ستحدد مصير العديد من الأحزاب، إما بالنجاح وإما بالفشل. نجاح الأحزاب في بناء جسور الثقة مع المجتمع يعتمد على قدرتها على مواجهة التحديات بجدية وفعالية، وتقديم حلول واقعية ومستدامة تحقق تطلعات المواطنين.
رئيس جامعة ال البيت سابقا