امس ، رحلت قامة اكاديمية و علمية ، الدكتور جاسر الشوبكي ، استاذ في الفيزياء النووية .
لم اعرف الشوبكي شخصيا .
و لكن ، سمعت عنه من اصدقاء درسوا
في جامعة اليرموك .
و سمعت عنه من باحثين و اكاديميين تعلموا على يديه في جامعة اليرموك
و جامعات اخرى .
الشوبكي من جيل السبعينيات و الثمانيات ، و لم يتزحزح عن مبادئه
و ارائه و مواقفه ، و عقائده السياسية
و الوجودية المباركة التي شغلت و طبعت جيلا .
لم يستسلم للردة و ثقافتها ، و انتصر الى العقل و العلم .
و لم يتغير خطه السياسي و الوجودي المنحاز الى الانسان و الحرية ، و الديمقراطية و العلم ، و العقل .
وفي زمن كثر به التائبون .
و بقى الشوبكي مثقفا و عالما يحيط وعيه بالمرحلة .
في زمن تساقط به المثقفون و الاكاديميون في وحل ومستنقع الاسلمة و اللبرلة .
والتواطيء على الوعي ، و مع مصالح مشبوهة باسم التحديث و الاصلاح ، و التقدم الزائف .
رحل المثقف و الاكاديمي الكبير الشوبكي في رقاده .
عاش بين الطلاب و الاكاديميين ، ولم يبخل يوما في عمله و معرفته ، و جدله المعرفي عن طلابه .
و كان حتى آخر نفس صامدا و ملتزما ، و متمسكا في افكاره و ارائه، و حادا في مواقفه .
في احداث جامعة اليرموك عام 1986 ، وقف في صفوف الطلاب ، و ساند الاحتجاجات الطلابية .
و في روايات سردها طلاب من اليرموك ، فانهم اختبوا في منزل الشوبكي داخل الحرم الجامعي .
وفيما بعد الشوبكي دفع ثمنا لمواقفه السياسية ، و فصل من الجامعة .
رحل الشوبكي ، و لربما ان سيرته الاكاديمية و العلمية مبعثرة لا نعلم الكثير عنها .
و اظن انه من الواجب ان تؤرخ سيرة الشوبكي ، وان تدون كشخصية ناضلت من اجل اردن عادل و حر ، ومن اجل جيل اردني متحرر و واعي .
رحم الله الدكتور الشوبكي .
فارس حباشنة