وطنا اليوم_مهمة القضاء على خمااش ليست سهلة.
خماااش فكرة لا تموت.
نحتاج إلى عامين إضافيين للقضاء على خمااش في رفح.
لم نحقق أهدافنا العسكرية في غزة بعد.
نواجه مقاا.ومة شرسة. وتغيير في أساليب القتال.
ترديد قادة الاحتلال ومسؤوليه هذه العبارات والتصريحات بين الفينة والأخرى يعني شيئا واحدا فقط. أنهم يستخدمون خمااش أداة ومبررا لتدمير غزة. وتنفيذ مخططاتهم الشيطانية على الأرض لإطالة أمد الإبادة والحرب. والحصول على المزيد من الغطاء السياسي الدولي والدعم العسكري بإدعائهم صعوبة ما يواجهونه.
لا يعقل. وليس منطقيا. في ظل الرقابة العسكرية الإسرائيلية المشددة وقت الحرب. أن يقدم كل هذا الإطراء المجاني والمديح لقوة خمااش عبر وسائل إعلام الاحتلال الرسمية. إلا إذا كانت المكاسب المتحققة التي تعود عليه من خلف هذا الإطراء والمديح أكبر بكثير من الخسائر المعنوية المفترضة. ولذلك فإن تلقي المحللين والجمهور العربي والفلسطيني مثل هذه العبارات على أنها مديح للمقا.ومة ولقوة خمااش في غزة. هو تلق خاطئ ومضلل. وهو يقرأ نصف الكأس الفارغ لأن الوقائع والنتائج على الأرض تقول عكس ذلك تماما.
لاحظ الفرق في تصدير الإعلام: الاحتلال يقوم بأبشع المجازر وقصف البيوت فوق رؤوس ساكنيها. وتجوب دباباته كل شبر في غزة. وينسف ويقتل المئات يوميا ويعتقل. لكنه مع ذلك يشكو من ضعفه. وعدم قدرته على تحقيق أهدافه. بينما الإعلام المقابل عندنا لا يمل من نشر الفيديوهات وإصدار البيانات التي يريد أن يثبت بها قدرته على التفوق على الاحتلال وتدمير دباباته وقنص جنوده. على الرغم من الاختلال الكبير والمروع في موازين القوة.
المعادلة النهائية تظهر كالتالي: قوة مفرطة في القتل والإبادة مع إظهار الضعف والمسكنة. يقابله ضعف مع إظهار القوة والتفوق.
الحقيقة التي باتت واضحة أكثر من أي وقت مضى. أن موعد إنهاء إبادة الاحتلال للغزيين. وتوقف معاناتهم. وتشردهم. ليست قريبة أبدا. خاصة بعد إظهار مرشحي الرئاسة الأمريكية ترامب وبايدن. في مناظرتهما الأولى. تنافسا وتوافقا على تقديم كل الدعم العسكري والسياسي المفتوح لإسرائيل لما سمياه حقها في الدفاع عن نفسها ضد إرهاب غزة. ففوز أي منهما لن يؤثر بأي شيء على دعم الاحتلال. ومجريات الحرب. الأريحية السياسية الكبيرة دون أي ضغوط. التي يعمل الاحتلال فيها بغزة. تدفعه للتفكير في تغيير واقعها ومعابرها وشكل الحكم فيها دون مشاركة أحد غيره في القرارات. حتى أن هذه الأريحية. أغرته للتفكير في ضم الضفة الغربية والقضاء على السلطة الوطنية في حمأة نهج الغطرسة والتوحش الذي يمارسه ضد شعبنا.
سيكثف قادة الاحتلال في المرحلة القادمة تصريحاتهم وحديثهم عن الصعوبات التي يواجهونها في غزة. وعن قوة خمااش التي أصبحت أقوى من أي وقت مضى طيلة شهور الحرب. لأنهم باتوا مطمئنين أنهم نالوا الضوء الأخضر لاستمرارها إلى شهر نوفمبر. ويريدونها أطول وأبعد من ذلك بكثير. في ظل استسهالهم اجتياح أحياء غزة وتدمير مربعاتها السكانية. وحشر مليوني مواطن في خيام قاتلة على الشريط الساحلي الضيق بتجويعهم مع انعدام أبسط الشروط الإنسانية للبقاء على قيد الحياة. خاصة للأطفال والمرضى وكبار السن. المواطنون بغزة يبادون كل ساعة في أبشع مجازر مستمرة عرفها التاريخ. وسط تضليل إعلامي إسرائيلي يردده سماسرة وتجار مقتلتنا الكبرى.
إن من كبرى الأخطاء التي ارتكبتها خمااش في هذه الحرب أنها غامرت بأكثر من مليوني غزي بما يشبه الانتحار حين اعتقدت في نفسها أنها رأس حربة الأمة لقتال الاحتلال في خطابها الأول يوم 7 أكتوبر الذي طالبت فيه الشعوب العربية والأمة باللحاق بها في الهجوم على مستوطنات الغلاف في جهل كبير للتوازنات الإقليمية والمراهنات السياسية والشعبية. لم يتبعها أحد في هجومها. حتى شركائها في المحور تركوها وحيدة. يدفع الأبرياء الثمن الأكبر للمغامرة من دمائهم. بينما استخدمها نتنياهو إلى الآن مجرد أداة لتدمير غزة والاستفراد بالغزيين. ولا يزال يسعد باستخدام هذه الأداة ولا يتمنى نهايتها قريبا.