وطنا اليوم_بقلم محمود يوسف التل_سبحان من عدها عدا.. هي لغة العرب وأحرفها 28 حرفا. ستة منها كتب الله عليها حمل اسم تجسدت به أبعاد الكلمة ومحتوى معانيها.. وإن تعددت. فلاسفة اليونان دعوها أرض الحكمة. ياترى، إن قلنا هذه الأحرف فاقت على الأحرف الأخرى والمسميات عدا أسماء الله الحسنى ومسميات أنبيائه ورسله، أهذا جائز أيها النحويون؟ أما لهذا التشكيل الحرفي: *ف*ل*س*ط*ي*ن* حرقة في الوجدان وحس في الضمير؟ إنها فلسطين.. دماؤنا لها.. أرواحنا لها.. هذه فلسطين.
يا ترى، أما كان أهلها العرب الكنعانيون قبل 3000 عام قبل الميلاد؟ أليس اليبوسيون أول من بنى فيها أول لبنة؟ يا عرب ويا أحرار العالم، أليست فلسطيننا إسلامية؟ أليس مهد السيد المسيح عليه السلام وولادته على أرضها.. أرض الإسلام؟ أليس الأقصى المبارك أقصانا؟ أليس مسرى الحبيب المصطفى إلى بيت المقدس مسرانا؟ سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله. أما كان أولى القبلتين؟ يا لبركته وبركة ما حوله… أتاها الخليفة العادل فاتحاً.. لعله الفتح المبين غدا وما على الله ببعيد. ومفاتيحها عهدة عمرية ورثتها أحد الأسر المقدسية.. جيلا بعد جيل.
أطلب عذركم لتكرار الأسئلة وصيغها بما في هذه المدونة وبين سطورها. يا عرب، ألم تُغتصب عروس عروبتنا، فلسطين، وتُسلب منا في وضح النهار؟ أي نكبة مثل نكبتها على وجه هذه الخليقة؟ كم من نفوس وأرواح بريئة ارتقت إلى بارئها وما زالت تُهدر. يا عرب، يا مسلمون، أيعقل أيها الناس؟ ثلة من أرذل خلق الله قتلت الأنبياء والمرسلين تساندها قوى ظالمة طاغية ظلماً وعدواناً زوراً وبهتاناً، سرقة فلسطيننا نهباً وسلباً وتدنيساً. بعد هذا ما رأيكم؟ لهفي على هذه الأحرف الحائرة.
…. فلسطين.. بُشراكِ بنصر من الله.. أمره بين الكاف والنون.. سبحانه. ويا فلسطين، لكِ من كل اسم حمل حرفاً من حروفك نصيب الحمى والحماية.. ومن لا يحظى بأحرفك فهو الرديف الأشد حماسة لحماك. أهبة على الثغور، مغاوير مرابطون في أرض الرباط.. أردن المجد.. والجباه السمر الأشاوس. يا فلسطين، شدما.. كم حملتِ من ضيم وشدما.. هم على الأبواب واقفون، والردى منهم خائف. لا تضيرهم العواصف الهوجاء وتخجل من بسالتهم. فرسان حق، حماة الديار. ويا شمس الكرام، ما غربت وإن منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.. وما بدلوا تبديلاً. سلام على المجاهد الأكبر عز الدين القسام.. سلام على ابن فلسطين، لواء المجاهدين عبد القادر الحسيني.. سلام على الأرواح الطيبة من بني هاشم، الحسين بن علي وعبدالله بن الحسين.. سلام على الروح الزكية الطاهرة، روح أحمد ياسين.. سلام على السائرين بدربهم من السلف البار بجهده وجهاده. فلسطين، يحمي حماك الشباب وجل الفداء والمفتدى.. إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.. ويبقى النداء صداه مدوياً.. الله أكبر.. الله أكبر.. وآغزاه.. وآفلسطيناه.. وآمعتصماه.. النصر لنا.. والحق لنا.. والله غالب على أمره.