وطنا اليوم_بقلم _الدكتور عادل يعقوب الشمايله
ولدتُ في قريةٍ فيها عينُ ماءٍ تتدفقُ من سفح الجبلِ المطل على القرية من الجهةِ الجنوبيةِ اسمهُ راس العين، وعينُ ماءٍ في الوادي الفاصل بين القريةِ وبين مدينةِ الكرك وكانَ يُشَكِلُ سيلاً دائمَ التدفقِ بكافةِ الفصولِ ويسقي البساتين على ضفتيهِ الى أنْ استولت عليهِ سلطةُ المياهِ وحرمت البساتين من ماءه، لتزويدِ القريةِ بماءِ الشربِ بالانابيب الواصلة للمنازل.
وعينُ ماءٍ اسمهُ “عين المقير” في سفحِ الجبلِ المطلِ على القرية من الجهة الشماليه الغربية، وعينُ ماءٍ يُطلقُ عليه “عين ساحور” وعينُ ماء النطاف.
وبسببِ وفرةِ المياهِ وتعددِ مصادرها ، مياهَ ينابيعَ نظيفهً، فإنني لم أُجربُ الشربُ من مياهِ البركِ الراكدةِ التي يتزاحمُ عليها الذبابُ والناموسُ وتغطيها سحبُ الاعشاب المتعفنة والتي تسمى في الكرك “العشرق”. ولا من مياه الامطار التي تتجمع في ابار الجمع لأنها تجرف في طريقها الى البئر فضلات محيط البئر التي تجمعت طيلة العام، وبعر الاغنام والحيوانات التي ترد الابار في العادة والتي لم يكن الناس يعرفون طريقة تعقيمها بالكلور. ولنا في قصة البئر الذي مر به النبي موسى ووجد الرعاة وأغنامهم تتزاحم حوله، حيثُ سقى غنم ابنتي شعيب وتزوج إحداهما.
لذلك، فمن الطبيعي أن اختلف عن، ويختلف عني الكثيرون الذين تعودوا الشرب من مياه ابار الجمع وابار البرك الراكدة.