وطنا اليوم_لا شيء أبداً تحت الطاولة، كله “على المكشوف”، وأمام سمع وأبصار العالم، بل عبر أهم شاشات التلفزة العالمية، يُطلق الأردن مواقفه الوطنية الشريفة دونما استعراض ولا فرد عضلات، ولا “جمايل”.
هذا ديدن الدبلوماسية الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، وبإسناد من ولي عهده الأمين، الشاب الهاشمي الفارس، الحسين بن عبدالله الثاني، ومن “أم الحسين” التي كانت، ومنذ تفجر العدوان على الأهل في غزة، محط اهتمام إعلامي عالمي عز نظيره.
دائما نعود إلى المربع الأول على إثر محاولات الحاسدين والحاقدين للنيل من مواقف الأردن وقيادته من أشراف الأمة، وأحسب أن هؤلاء لا يتقاطعون إلا مع أعداء الأمة، وأجزم أن لا مصلحة لهم سوى استمرار العدوان على غزة وأهلها الصابرين المصابرين، وإلا ما معنى أن يطلقون ذبابهم لتشويه الحقائق ومحاولات النيل من مواقف الأردن، عبر سلوكيات رخيصة لا ترقى حتى إلى “تقنية التحريف المقنع”، فكانوا بذلك “مسخرة” ومحل سخرية!
ما لا يفهمه هؤلاء، وما لا يريدون أساساً أن يفهموه، هو تلك العلاقة “المتينة” بين العرش الهاشمي والأردنيين، بل أنهم لم يستوعبوا حتى اللحظة، لغز وسر تلك العلاقة التي حملت، وما زالت، تحمل الأردن منذ مائة عام، فحافظت على هذا البلد الصغير بمساحته، والبسيط بموارده، لكنه كبير بملِكِهِ وأهله.
لا حاجة أبداً بأن ندعو الأردنيين مثلاً للالتفاف حول مؤسسة العرش والحفاظ على الأردن، فهذه ثقافة وتربية وإيمان تربى عليه الأردنيون بحب، قبل أن يكون في قاموسهم أساساً مفهوم سلطة أو حاكم ومحكومين، بل هي عائلة تشكلت وكبرت عبر الزمن بحكمة وعطف الأب، وبمحبة الأبناء.
ذاك أسلوب أقل ما يقال عنه أنه رخيص ومكشوف لكل عاقل عندما حاول ذاك “الذباب” اجتزاء تصريحات جلالة الملكة رانيا العبدالله لوضعه في سياق غير سياقه، مراهناً على “أوهامه” بأن يحدث بلبلة في هذه الأرض الطاهرة، لكن، وكما كل محاولة فاشلة، وكما كل المحاولات التي تكسرت على حدود عقول الأردنيين وقلوبهم، انقلب السحر على الساحر، وزاد تعاضد الأردنيين وتلاحمهم والتفافهم حول قيادتهم، وأكدوا أكثر وأكثر بأنهم يدعمون كل تحركات وخطوات جلالة الملك الرامية لرفع الظلم عن شعب فلسطين الأبية، ووقف العدوان على “غزة هاشم”، وتحقيق حلم كل فلسطيني برؤية الأرض الطاهرة وإذ تحررت وأصبحت دولة بشعب حر كما كل شعوب الأرض.
نكرر، ليس هناك ما يخفيه الأردن، وقيادتنا الحكيمة الرشيدة وشعبنا الملتصق بأرضه وقيادته، أكبر من كل تلك المهاترات، ولن نعطِ “ذبابهم” الفرصة التي ينتظرونها بأن ننزل إلى مستواهم ونلتهي بهم، وننسى الجريمة الكبرى التي تجري بحق أهلنا في غزة وفلسطين، فعهدنا في “أردن الهواشم” أن لا نلتفت إلا لمصالح الأمة، وفي الأولوية منها شعبنا الشقيق، بل نصفنا الآخر، في فلسطين الحبيبة.