الدكتور جميل الشقيرات
مع إطلالة موسم الانتخابات والذي تعودنا عليه منذ عقود أن ندرك ليسَ صحيحًا أنَّ كل من نتنافس معه يجب أن نفترق عنه أو كل من يخالفني في الفكر والرأي فهو ضدي وأسوق عليه الاتهام بالسب والشتم والتكفير.
إن الاختلاف والتنافس في سباق الانتخابات لا يُفسد للود /للوطن قضية، فالاختلاف في الرؤى والآراء جزء طبيعي من التفاعل البشري، وقد يُساهم ذلك الاختلاف في إثراء الحوار وتوسيع رقعة آفاق التفكير الخلاق الذي يودي إلى تقدم المجتمع ومؤوسساتة.
فعندما يتعامل الأشخاص ( المرشحين )بروح الاحترام والتسامح مع وجهات النظر المتناقضة وكيفية التعامل مع تلك الآراء والناخبين يمكن للود والعلاقة الطيبة الاستمرار وحتماً ستعود بعد انقشاع غيوم الانتخابات.
للأسف الشديد من الظواهر السيئة التي تسود مجتمعاتنا وخصوصا أيام الانتخابات بشتى أنواعها مشكلة اختلاف الآراء وتأثيرها السلبي على العلاقات الشخصية بين أفراد المجتمع ولَرُبما حتى داخل الأسرة الواحدة وهذا ما لا نتمناه ابداً.
إنَّ معالجة ظاهرة الاختلاف في الرأي أو في الوقوف ودعم الاخرين تُبنى على نهج التسامح والاحترام والحوار المفتوح البعيد كل البعد عن الإساءة والتجريح والتهور والانفعال، كما أن حسن الاستماع أو الإنصات لوجهات نظر الآخرين من أهم المهارات في بناء العلاقات وتحسين نوعية التواصل بين البشر، وبالرغم من الاختلاف في الرأي، يمكن أن نجد نقاطًا مشتركة مع الآخرين نلتقي عليها قد يساعد في تخفيف التوتر وبالتالي يمكن لنا أن نبني الفهم المشترك بيننا، كما يجب علينا تجنب الانجرار نـحو العداء الشخصي أو العشيرة الضيقة أو الخلفية السياسية او الإساءة اللفظية لمجرد أنني اقف وادعم ذاك الشخص أو ذاك الحزب فلنتنافس لكن لا نفترق لان الفرقة لا سمح الله تضعف نسيجنا الوطني الذي نعتز به.
يقول الله تعالى “ولاَ تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلاً بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَىٰ مِنْ أُمَّةٍ ۚ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّهُ بِهِ وليبينن لكم يوم القيامة ما كنتم فيه تختلفون”.