وطنا اليوم:بثت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- فيديو لأسير إسرائيلي محتجز في قطاع غزة، يندد فيه بما وصفه بإهمال حكومة بنيامين نتنياهو للأسرى ويطالبها بالعمل للإفراج عنه.
ويعود الفيديو للأسير الإسرائيلي هيرش جولدبيرج بولين (24 عاما)، الذي قال إنه من مواليد كاليفورنيا بالولايات المتحدة ويسكن مع عائلته في القدس المحتلة.
وفي بداية حديثه، وجه الأسير كلامه إلى نتنياهو وحكومته والمجلس الوزاري الأمني المصغر (الكابينت)، قائلا “كل يوم نحن فيه هنا أنتم تتجاهلوننا أكثر فأكثر وتتجاهلون دماءنا”، ثم أضاف مطالبا “افعلوا ما هو متوقع منكم وأعيدونا للبيوت حالا أم أن هذا أصبح كبيرا عليكم؟”.
وبدا الأسير الإسرائيلي يائسا من جهود حكومته الحالية، عندما قال “آن الأوان لتسليم المفاتيح وإخلاء الوزارات وأن تجلسوا في بيوتكم”.
وواصل شن هجوم لاذع ضد نتنياهو وحكومته قائلا: “يجب عليكم أن تخجلوا من أنفسكم لأنكم أهملتمونا مع آلاف المواطنين الآخرين، وترككم إيانا 200 يوم”، كاشفا أن كافة جهود الجيش الإسرائيلي باءت بالفشل لأن سلاح الجو قتل حوالي 70 أسيرا مثله.
كما طالب الحكومة الإسرائيلية بالخجل لأنها رفضت كافة الصفقات التي عرضت عليها خلال المفاوضات لإطلاق سراح الأسرى، قبل أن يضيف متسائلا “ألا تريدون إنهاء هذا الكابوس؟”.
وناشد نتنياهو وحكومته بالتفكير بـ”المعتقلين”، ورسم صورة سوداوية لما يعيشونه في غزة، قائلا إنهم “في جهنم تحت الأرض بدون ماء ولا أكل ولا شمس، وبدون العلاج الذي أحتاجه لفترة طويلة”.
وحول ظروف أسره، أشار الأسير بولين، إلى أنه اعتقل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي في حفل نوفا الموسيقي في غلاف غزة، ولفت إلى أنه وجد نفسه يصارع البقاء مع إصابات خطيرة في جسمه وحماية أشخاص آخرين خائفين، بدلا من الترفيه مع أصدقائه “لأنه لم يوجد من يحمينا في ذلك اليوم”.
وختم حديثه بالحنين إلى والديه، وقال إنه مشتاق لهم كثيرا ويفكر فيهم كل يوم، كما أقر أنهم يبذلون جهدهم لإعادته إلى البيت في أسرع الوقت.
وأضاف قائلا “لا تتوقفوا حتى نعود جميعا للبيت بسلام. آمل أن أراكم في القريب العاجل بعدما تنتهي كل هذه المأساة”.
وأمس الثلاثاء، قال المتحدث باسم القسام أبو عبيدة، إن “سيناريو رون آراد ربما يكون السيناريو الأوفر حظا للتكرار مع أسرى العدو في غزة”، مؤكدا أن “ما يسمى بالضغط العسكري لن يدفعنا إلا للثبات على مواقفنا والحفاظ على حقوق شعبنا وعدم التفريط فيها”.
وفي 17 مارس/آذار الماضي، بثت القسام مقطعا مرئيا حول معاناة الجنود الإسرائيليين المحتجزين في غزة، وعنونته بـ”إسرائيل النازية تذيق جنودها الأسرى من الكأس نفسها التي تذيقها لشعبنا”.
ومطلع الشهر ذاته، كشف أبو عبيدة أن “عدد أسرى العدو الذين تم قتلهم نتيجة العمليات العسكرية لجيش العدو في قطاع غزة قد يتجاوز 70 أسيرا”.
وفي 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، نفذت كتائب القسام هجوما كبيرا على قواعد وثكنات ومستوطنات غلاف غزة، وقتلت مئات الجنود والضباط الإسرائيليين، وأسرت ما لا يقل عن 240 إسرائيليا، وقد أطلق ما يزيد على مئة منهم خلال هدنة إنسانية مؤقتة في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.