وطنا اليوم – كتب سعادة ياسين رواشده الباحث والأكاديمي ياسين رواشدة رثاء في الدكتور أنور جميعان قال فيه :
رب اخ لك لم تلده امك!.. حكمة و مثل عربي قديم كنا نسمعه و نردده وفي اذهاننا انه جزء من ادب المبالغه في اللغه العربيه والتي تعتبر من اثرى واغنى لغات العالم في المفردات .. لكن هذه الحكمه العظيمه لا يقدر الانسان دقتها وصحتها وبل واقعيتها الا عندما يكتشف فعلا ان هناك صديق للروح ورفيق للنفس تربطه به علاقه مودة وصداقه و تجد فيه الانسان الذي يكمل لك القيم المفقوده في عالم اللاقيم هذا…
اقول قولي هذا وانا اشعر بهذه المشاعر بالذات نحو صديق العمر و رفيق الصبا والدراسه والتي انغمت فيها الزماله بالصداقه والموده الانسانيه الخالصه.. كيف لا و هذا الانسان الذي اشعر انه شقيقي الذي لم تلده امي بيولوجيا لكنه شقيقي مجازيا وواقعيا.. الا وهو الاخ انور جميعان الطبيب والانسان وابن العشيره وابن الحموله وابن الاردن والذي خطفته المنيه بيننا امس! خطفته فجأة لنكتشف كم هي قيمة هذا الانسان الكبير المتواضع .الذي لا يعرفه الكثيرون لانه يكره الشهره ويهرب من الاضواء . الطبيب الذي فتح قلبه و عيادته للناس ولم يسال يوما كم على المريض ان يدفع لقاء العلاج… نعم هذا كان يحدث في مادبا و اهلها يعرفون ذلك.من لا يملك لن يطلب منه احد ان يدفع… يحصل ان ياتي المريض من الباديه و يتعالج و يعود بعد اشهر او ربما عام ليقدم ما عليه او يكتفي بتقديم واجب الشكر والوفاء .انور فعل هذا في عالم البخل والاحتكار والجشع..
الدكتور انور الجميعان يكتشف الناس انسانيته و شهامته بعد ان يذهب من عالمنا.. لانه لا يريد ان يسوق لاخلاقه و طيبته ولشهامته.. فهي عنده امرا عاديا و روتينيا… وكم مره رفض اقتراح اصدقاء واقارب بالترشح للمجلس النيابي …
“لا يريد ان يدخل في باب قد يحمله الى الخطايا ” كما قالها لي مره ببساطه وعمق الاطهار من اهالينا الذي كنا نقرا. عنهم ولا. نعرفهم….
انا عرفت تلك الطهاره في هذا الانسان البسيط. المتواضع….
درسنا في كليتين من ذات الجامعه كان يسبقني بسنوات الدراسه لكن في امور طيبة اخرى. .كنا معا في. اتحاد الطلبه… لم يشا بترشح لاي منصب في الاتحاد. في وقت كنا نحن البقيه بما فيهم انا نسعى. جاهدين” لقيادة” العمل الطلابي ومن خلال مناصب وزعامات توهمنا انها مهمه جدا…. انور كان شيئا مختلفا… كان ينظر بترفع الى تلك ” المناصب”و الالقاب. رغم انه الاكثر شعبية واحتراما بين كل زملائه.
سكنا معا. في شقه وسط بلغراد .لا تشبه بيوت الطلبه كانت فاخره.. في. مقاييس ذلك الزمان..لم افاجا بانه استدعاني لنتقاسم معه الشقه الكبيره لكن ما فاجاني اجرتها المتواضعه لاكتشف بان صاحب الشقه في وسط العاصمه قام بتخفيض كبير للاجره بسبب سلوك و عنايه انور بمحتويات الشقه و علاقته الممتازه مع. الجوار ….
حياه الطلبه عاده ما يتكللها. العبث و الاستهتار وخصوصا ان كانوا. في بلد اجنبي…، لكن هذا. لم. ينطبق على انور…