أ. د قاسم البري جامعة آل البيت
أهلاً بشيخ الحمى…. بضيفنا الكبير.. برمز الحضارة والإنسانية .. أهلاً بالحبيب الغالي… أهلاً وسهلاً بالعيد…
يحق لنا اليوم وقبل كل يوم ، ويحق لنا بعد اليوم… وحتى الزمن الطويل ، أن نزين لك السماء قبل الأرض ، أطفالاً وشباباً وشيوخاً ، وحتى أصحاب الآهات (مرضى ومعاقين) ، يخرجون جميعهم في انتظارك.. أيها الأب الحنون ، نعلم أن بجعبتك اليوم الآمال ، والمشاريع الوطنية ، نعلم أن تسهر الليل مع النهار ، لراحة طفل يتيم ، ولرفع الأحزان والآلام عن أرملة ثكلى ، نخرها الزمن ، فكنت معيلها بعد الله تعالى نعلم أنك الوطن لمن لا وطن له ، كيف لا، وها هي بيوت الفقراء والمساكين لشعبك الحبيب في كل أرجاء الوطن إنها شيم أجدادك أهل السقاية والرفادة ، وكان أبو بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب – رضي الله عنهم – يتسابقون على خدمة المرضى والمعاقين من أبناء المؤمنين ، ها هو شعبك يا مولاي ينتظر طلتك البهية يخرجون قبل بزوغ أشعة الشمس منتظرين الأب الكبير.. وارث راية العز والفخر والحرية ، راية الثورة العربية الكبرى والتي حررت العرب من كيد الكائدين وظلم الظالمين الى مراتب الحرية والاستقلال لا تهمهم أشعة الشمس…. ولا حتى طول الانتظار..
ماذا نقول لك اليوم… وقد بحثنا عن المصادر والمراجع التي ننتقي منها كلماتنا ومفرداتنا التي نعبر بها عن آمالنا وتطلعاتنا تجاه الوطن ومولانا المفدى.. فكانت مصادرنا ومراجعنا مختلفة كل الاختلاف فهي المشاعر والأحاسيس ، وقطرات الدماء ، ونبضات القلوب ففيها الشيء الكثير عن الوطن الغالي الوطن الحبيب ، ممثلاً بأسرة من أرقى الأسر وأجملها على وجه التاريخ ، آل هاشم ، النشامى صقور الزمان الرحماء ، الإنسانية ، وعلى رأسهم شيخ العروبة والإسلام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى ، والمدافع عن حقوق الوطن وحقوق كل العرب فتأمين مستلزمات الحياة للوطن والمواطن همه الكبير والشغل الشاغل له وشعار الوطن ما زال وسيبقى خالداً (الإنسان أغلى ما نملك) ونحن نقول أيها البطل: أن شعار المواطن الأردني يقول: آل هاشم أغلى ما نملك.
وسألنا أنفسنا في هذا اليوم العظيم الخالد في قلوب أبناء محافظة المفرق ماذا سأكتب للوطن في هذا اليوم ، ولماذا سأكتب للوطن؟ وأين سأكتب للوطن؟ وكيف سأكتب للوطن؟
وفي كل قطرة من قطرات دمائنا وفي كل نبضة من نبضات قلوبنا مكتوب عليها عاش عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى وعاش آل هاشم تاج رؤوسنا وعز كرامتنا ونبراس حياتنا.
ماذا سأكتب للوطن في هذا اليوم؟ سأكتب كل مشاعري وأحاسيسي ، سأكتب كل آمالي وتطلعاتي تجاه وطني الغالي سأكتب قصصاً تختلف عن قصص الطامعين والمفسدين سيبقى مرفوع الجبين مرفوع الراية راية العز والشرف راية الثورة العربية الكبرى.
سأكتب للوطن في هذا اليوم قائلاً أنه يا وطني لو بلغ سعر رغيف الخبز بدينار وبرميل النفط بألف دينار لن نجوع يوماً يا وطني ما دام فينا صقر هاشمي لا ينام ، ولا تهدأ له بال ، إلا بعد أن يطمئن على أحوال الوطن من الشمال الى الجنوب ومن الشرق الى الغرب لا فرق عنده بين غني وفقير ولا بين مواطن ومسؤول الكل سواسية كأسنان المشط.
سأكتب بأنك يا مليكنا المفدى أول من يحزن لحزن الوطن وأول من يبارك وأول من أعطى ويعطي وأول من يواسي اذا من حقك علينا أن نفديك بالأرواح والمهج. ولماذا سأكتب في هذا اليوم؟ سأكتب لأنك وطني ساكتب للجيل القادم للأرض العطشى لحبات المطر ، سأكتب لذكريات الوطن ذكريات الراحل العظيم ، الملك الحسين بن طلال رحمه الله رحمة أبدية ، والوطن المزدهر ، الأمن والأمان ، لا ينكرهما الا الجاحد.
في ظل الهاشميين ننام الليل مطمئنين على ارواحنا وممتلكاتنا. وأقول لاهل الوطن اليوم ، وبكل صدق وأمانة ، إن ضاقت بك السبل يوماً ، واعتمت عليكم الظلمات وقسى على أحدكم الزمن ، فعليكم ببيت العز والكرم ، فعليكم ببيت الأمل والحب ، انصبوا خيمتهم فهي خيمة الوطن ، مشرعة الأبواب ، آمنة ، مطمئنة ، لن تعودوا خائبين. لا أحد يعرفهم أكثر مني ، والمثل يقول اسأل مجرب ولا تسأل خبير ، هم الأمل ، هم الدنيا بأسرها ، ولو تعطى الأعمار لأعطيتهم عمري وعمرك وعمر كل الوطن ، لأنهم هم أحق بالحياة منا.
واين سأكتب للوطن في هذا اليوم؟ سأكتب على قلبي وعلى نظري وعلى سمعي وعلى كل الحواس.
وكيف سأكتب للوطن في هذا اليوم؟ أي ما هي الكيفية التي سأكتب بها ، ساكتب في إحدى طرق الإبداع ، ألا وهي القصة ساكتب قصة ومن عناصر القصة الزمان والمكان والشخوص والأحداث فزمان قصتي….. زمان الوطن ، منذ اطلاق شريف مكة – رحمه الله تعالى – الطلقة الأولى وحتى الزمن الحاضر ، ومكان قصتي في قلب كل أردني وأردنية ، لك يا وطني مكانة أبدية ، وأبطال لقصة آل هاشم النشامى ، الغر الميامين ، وأحداث القصة ما دار وجرى على أرض الوطن من أحداث متتالية ، الثورة العربية الكبرى تأسيس الإمارة استقلال الأردن ، القتال على أبواب القدس ، مشاركة الأردن في الحروب العربية ضد اسرائيل على الجبهات العربية ، معركة الكرامة الخالدة ، مسيرة الوطن وازدهاره في ظل الهاشميين. وموقف جلالته المشرف والبطولي تجاه غزة هاشم ومواقفه الإنسانية بالدفاع عن القضية الفلسطينية وتقديم المساعدات لأبناء غزة والمستشفيات الميدانية في كل أرجاء فلسطين.
أدامك الله عزاً وفخراً يا ملك الملوك.
حفظ الله تعالى الأردن ، وحفط الله تعالى الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المفدى ، وحفظ الله تعالى الأسرة الهاشمية ، ورحم الله تعالى شهداءهم وشهداء الوطن.