بقلم: الإعلامي محمد عيسى ملكاوي
منذ عقود، ومع اشتعال الأزمات والحروب في الدول المجاورة، كان الأردن قلبًا دافئًا يستقبل النازحين والمهجرين من مختلف بقاع العالم، بما في ذلك السوريين الذين هربوا من الحرب والاضطرابات في بلادهم.
وتشكل العقوبات الاقتصادية والصراعات السياسية والاجتماعية عوامل تجبر الناس على ترك ديارهم والبحث عن مأوى آمن.
في وجه هذه التحديات، بذل الشعب الأردني جهودًا جبارة لاستضافة وتقديم الدعم للنازحين من الجنسيات جميعها.
وتتجلى هذه الجهود في استقبالهم بكرم وتضامن وتعامل معهم كضيوف أشقاء قاسموهم رغيف الخبز و والعادات و والتقاليد، ووفروا لهم الخدمات الأساسية، مثل السكن والتعليم والرعاية الصحية.
لقد أظهر الأردن على نحو متكرر تعاطفه وإنسانيته في مواجهة الأزمات الإنسانية.
وتعكس هذه الجهود التزام الأردن بالقيم الإنسانية العالمية، وتحمل شعبه مسؤوليته تجاه الإنسانية والتضامن العالمي.
في ظل التحديات الحالية والمستقبلية، يجب أن يستمر العالم في دعم جهود الأردن وشعبه في استضافة ومساعدة النازحين، وتعزيز التعاون الدولي للتصدي للأسباب الجذرية للهجرة وتحقيق السلام والاستقرار في مناطق النزاع.
ومع الأسف، ومنذ أن اندلعت الحرب الأهلية في سوريا، اضطُرَّ ملايين السوريين للفرار من بلدهم بحثًا عن الأمان والحياة الكريمة في دول أخرى.
ومع ذلك، وجد الكثيرون أنفسهم في مواجهة جديدة: العنصرية.
وتعاني العديد من العائلات السورية المهجرة من التمييز والتحيُّز في دول العالم العربي والغربي التي يلجأون إليها.
كما يتعرض النازحون للعديد من التحديات، بما في ذلك صعوبة الحصول على الخدمات الأساسية والوظائف، إلى جانب التمييز الاجتماعي والثقافي.
وفي بعض الأحيان، يتعرض النازحون السوريون للعنف والاعتداءات بسبب أصلهم الوطني.
ويجب على المجتمع الدولي الوقوف معًا لمواجهة هذا النوع من العنصرية والتأكيد على احترام حقوق الإنسان للجميع، بغض النظر عن جنسياتهم أو أصولهم.
ويقع على عاتق الحكومات الدولية والمنظمات الدولية والمجتمع المدني العمل بجد لتعزيز الوعي بأهمية مكافحة العنصرية ضد النازحين السوريين وضمان حمايتهم واحترام حقوقهم.
إن تحقيق التضامن والتسامح يساعد على بناء مجتمعات أكثر عدالة وإنسانية للجميع.
كما لا ننسى في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهل قطاع غزة جراء الحصار والصراعات المستمرة، يتجلى تضامن الشعب الأردني معهم بشكل واضح وملموس.
كما لا ننسى في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهل قطاع غزة جراء الحصار والصراعات المستمرة، يتجلى تضامن الشعب الأردني معهم بشكل واضح وملموس.
فقد شهدت العديد من المبادرات والفعاليات التضامنية التي نظمها الأردنيون لدعم أهل غزة وتخفيف معاناتهم.
وتنوعت هذه المبادرات بين التبرعات المالية والمساعدات الإنسانية والمظاهرات السلمية وحملات التضامن، حيث أبدى الأردنيون تفاعلًا قويًا ومشاعر إنسانية صادقة تجاه إخوتهم في غزة. يعكس هذا التضامن العميق روح الإخاء والتآزر بين الشعوب العربية والإسلامية، ويبرز الوحدة والتلاحم في وجه التحديات والمحن.
إن تضامن الشعب الأردني مع أهل غزة يعكس القيم الإنسانية الراسخة في المجتمع الأردني، ويعزز الروابط الأخوية بين الشعوب العربية.
ومع استمرار تلك الأزمات، يبقى تضامن الشعب الأردني والدعم المتبادل بين الشعوب حجر الزاوية في بناء علاقات قوية ومستقرة على أساس العدالة والإنسانية.