لارا أحمد كاتبة وصحافية
في ظل التطورات الأخيرة ومحاولات إحلال السلام في الشرق الأوسط، بدأ المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا، في إعادة تقييم مواقفه تجاه الأطراف المختلفة المشاركة في الصراع. اللافت للنظر هو التغير في نظرة هذه الدول تجاه حركة حماس، والتي بدأت تُعتبر عاملاً مشكلاً في عملية السلام، خصوصاً بعد أن أظهرت إسرائيل مؤخراً علامات على المرونة في المفاوضات.
إسرائيل، في خطوة نحو تخفيف التوترات، قامت بسحب معظم جنودها من قطاع غزة، وجاءت تصريحات رفيعة المستوى من رئيس الأركان ووزير الدفاع الإسرائيليين تشير إلى استعداد الدولة لـ “دفع الثمن” من أجل السلام. هذه التصريحات والأفعال تعكس تحولاً ملحوظاً قد يفتح آفاقاً جديدة للحوار والتسوية.
من جانبها، تواصل حركة حماس تبني موقف تفاوضي يفتقر إلى المرونة، ما يؤدي إلى تأخير وعرقلة جهود السلام. هذا العناد في المفاوضات يسلط الضوء على التحديات التي تواجهها عملية السلام ويشير إلى عدم استعداد حماس لتقديم التنازلات الضرورية لتحقيق تقدم ملموس نحو السلام.
يبدو أن هذا الموقف من جانب حماس يؤدي إلى تآكل الدعم الدولي للحركة. الدول الغربية، التي طالما بحثت عن شريك معتدل ومستعد للتفاوض، قد تجد نفسها مضطرة لإعادة تقييم علاقاتها ودعمها لحماس إذا استمرت الحركة في هذا المسار. فقدان الدعم الدولي قد يعقد من موقف حماس على الساحة الدولية ويؤثر سلباً على قدرتها على تحقيق أهدافها.
في الختام، يبقى السلام هو الهدف الأسمى الذي يجب أن تسعى جميع الأطراف لتحقيقه. المرونة والاستعداد للتفاوض هما المفتاح لإنهاء الصراعات وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة. يأمل المجتمع الدولي أن تدرك حماس هذه الحقيقة قبل فوات الأوان، وأن تتخذ خطوات ملموسة نحو السلام.