..
وطنا اليوم_تضمن القران الكريم ١١٤ سورة، توزعت اسماؤها بين اسماء الانبياء عليهم السلام؛ كنوح وابراهيم ومحمد ، واسماء الحيوانات؛ كالبقرة والنحل والعنكبوت، واسماء اليوم الاخر؛ كالقيامة والواقعة، والزلزلة، واسماء الكواكب والظواهر الكونية؛ كالضحى والرعد والنجم، واسماء الاقوام؛ كعاد وثمود وبني اسرائيل.
سورة البقرة اطول السور القرانية وجاءت بعد الفاتحة، وهي سورة مدنية احتوت الكثير من الغايات والاهداف والاحكام والوصايا والاخبار. وفصلت في العلاقات الاسرية وجاءت على العلاقات الدولية، وغلب على نهايات اياتها جمع المذكر السالم وفعل الجمع المنتهين بحرف النون ككلمات؛ الكافرين، يعلمون، يؤمنون… الخ.
لماذا سميت هذه السورة بالبقرة؟، وهناك الكثير من المعاني التي يمكن ان تطلق اسما من خلالها على السورة!. الحجم الاكبر من القصص المتماسكة التي وردت فيها هي قصة بني اسرائيل، وقد جاءت الايات من الاية اربعين الى ما بعد المائة وعشرين بقليل كلها تتحدث عن قصة بني اسرائيل في مراحل متعددة، وظروف مختلفة، وردت التسمية من خلال الاية ( وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تَذْبَحُوا بَقَرَةً ۖ قَالُوا أَتَتَّخِذُنَا هُزُوًا ۖ قَالَ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ (67).
السؤال الذي يحتاج لتفكير؛ هل قصة بقرة بني اسرائيل ذات دلالة عميقة ومستمرة حتى تتوج باسمها اطول سورة بالقران الكريم؟!.
لربما الايات من ٦٧ الى ٧٣ تتحدث عن قصة البقرة التي جاءت بعد ايات ذنبهم العظيم بالقتل.
المتأمل في الايات المذكورة ؛ يجد انها تعكس قصة مفاوضات غير مباشرة ارادها بني اسرائل من جهة عبر سيدنا موسى عليه السلام مع الله عز وجل. وكلها تشير لسوء الطوية والخبث والتعجيز والتهرب من الاستحقاقات مع الله جل وعلا.
الشاهد من ماراثون البقرة ان الرغبة بالانصياع لامر الله لم تكن موجودة، وبالتالي كانهم ارادوا ” تعجيز الخالق” جل علاه بكثرة الدخول بتفاصيل البقرة حتى اعياهم البحث عن اثني عشر وصفا لها حتى وجدوها ” وما كادوا يفعلون”
واقع حال الامة اليوم يجعلنا اكثر ادراكا وفهما لسورة البقرة وبالذات فهمنا لحقيقة اليهود تحديدا. فقصة البقرة ذات دلالات عميقة في تحليل سلوكهم المتأصل في الخداع والتضليل ونقض العهود وحتى مع الخالق سبحانه وتعالى. وفي خضم احداث الابادة الجماعية في غزة، فمن لا زال يعتقد انه يستطيع ان يتحصل على اية حقوق منهم في اي جزء من فلسطين فهو جاهل بالقران ان لم يكن كافر به. فماذا حصدنا منهم بعد كل الاتفاقيات الا القتل والتهويد والتشريد.
وتقبل الله طاعتكم واللهم اهد قومي فانهم لا يعلمون