د. عادل يعقوب الشمايله
منذ اليوم الثاني لطوفان الاقصى، ابتدأ تعبير الاخوة الفلسطينين في غزة عن نقص الاغذية والادوية والجوع وسوء الظروف المعيشية يتصاعد بشكل متصاعد وكأن الخبز هو همهم الاول، وكان التشكي من قلة الطعام يزيد عن التشكي مما يسببه الطيران الاسرائيلي من تدمير.
هذا يبرهن على ان قادة المقاومة المسلحة لم يهيئوا الساحة الداخلية لمواجهة وتحمل ردة الفعل الاسرائيلية والتي تؤكد التجارب السابقة مدى جرائمها وشناعتها ودمويتها سواءا في غزة او في جنوب لبنان.
لم يتم تخزين اغذية وادوية تكفي لاسبوع. لم يتم تدريب النساء والرجال والشباب على مقاومة العدو وسد الطرق في وجهه بالحواجز وقنابل المولوتوف والدهس والطعن والتظاهر والقنص.
تعطل الغزاويون عن اعمالهم واصبح اكبر همهم مطاردة والتقاتل على الطرود الغذائية التي تسقطها الطائرات وينزل معظمها في البحر.
مشاهد مطاردة الطرود التي تنزل بالمظلات كانت قمة الاهانة للشعب الفلسطيني وكانت اقسى نفسيا من القنابل ومع ذلك ظل الغزاويون ينتظرونها ويتقاتلون عليها منفذين مؤامرة الاهانة والالهاء. لذلك لم يتصدى ٩٩٪ من شعب غزة للعدوان الصهيوني ولم يقاومه. وهذه خطيئة المقاومة التي اختطفت شعب غزة وتحكمت به وحولته الى المزاد العلني لقبض التبرعات ثمن دماء الابرياء ودمار بيوتهم.
الشعوب العربية في الاردن ولبنان ومصر والعراق واليمن والسودان والسعودية ليس عليها واجب تحمل اثار وعواقب قرارات قادة حماس حلفاء ايران وحزب الله.
تظهر الاحداث ان حزب الله وايران تركوا الفلسطينيين يواجهون مصيرهم وتخلوا عنهم وعقدوا صفقات مع الامريكيين والصهاينة على ظهر الشعب الفلسطيني.
لذلك فإن من يلوم الدول العربية انما ينفذ اجندة ايران والحاقدين الساعين لحرق الارض العربية كاملة.
الاولى ان يهب كامل الشعب الفلسطيني اينما كان للتضحية بالغالي والنفيس والمشاركة الفعالة بالاعمال وليس بالاقوال وبضرب اروع المشاهد للتضحية والفداء. هذا لم يحدث. اما ان يتحول المنافقون للفلسطينيين الى مكتب اصدار شهادات الوطنية وشهادات الخيانة فهذا ليس من حقهم. وان يشتموا الشعوب العربية التي لم تتح المجال لاسرائيل لتدمير مدنها وقراها انما يدل على الانانية المفرطة وتمني الشر والدمار للاشقاء.