سحب وصاية في الرابية!

4 أبريل 2024
سحب وصاية في الرابية!

وطنا اليوم_بقلم بشار جرار
#الاردن_عصي_وآمن #لا_لمسيرات_الفتنة
أسارع فأقول أن #الوصاية التي أكرس لها هذه المقالة هي الوصاية على الأطفال. هم ليسوا فقط فلذات أكباد ذويهم من الوالدين وربما من الأجداد أكثر، بل هم عدّتنا للغد وذخيرتنا للمستقبل.


صدَمت وروّعت كثيرين وأنا -كأب- أحدهم، تلك الصور والفيديوهات والسجالات بين نشامى #الأمن نصرهم الله ورعاهم وجزاهم عنا الخير كله، وبين نفر من الذي ارتضوا لأنفسهم تعريض الرضّع والأطفال للخطر.


أي رابية وأي مسيّرة وأي اعتصام في #العشر_الاواخر من #رمضان الفضيل يقبل منطق المجازفة بمستقبلنا والتضحية بحاضرنا وقد حبانا الله بنعمة الأمن والأمان التي عز نظيرها في العالم كله، بما في ذلك أعرق الديموقراطيات وأكثرها امتلاكا لأسلحة الردع الاستراتيجية القادرة في جرة قلم عبر حفل عشاء خيري على إعادة إعمار قطاع #غزة المدمر مرات ومرات جراء مغامرات أقرب ما تكون إلى المقامرات.


ليس من حق حتى الوالدين بصفتهما وصيين مؤتمنين شرعا وقانونا، ليس من حق أي منهما المقامرة على فلذات الأكباد ولا المضاربة بها. فإن حدث تدافع أو استنشق غاز لدرء ما هو أدهى وأمرّ من صدام، سيكون حينئذ لا قدر الله، المصاب مصابنا جميعا كوطن وكشعب، فيما “تولّعها” قنوات الفتن ومنصات البغضاء، لتحميل الأمن والحكومة وربما الدولة كلها المسؤولية، مسؤولية أرعن أخرق يصر على استدراج اللايكات في لطميات إلكترونية تضاهي ما يعرف في عالم الضياع و”سكة اللي يروح ما يرجعش” بالمخدرات الإلكترونية!


تابعت معظم الفيديوهات ذات العلاقة، بما في ذلك الردود والتعليقات السفسطائية الحلزونية، فلم أجد سوى العبثية والعدمية لدى البعض للأسف.

مواطنا كان أم مقيما أم وافدا أم زائرا، كائنا من كان، بأي حق يفاخر شخص بأن ثمرة زواجه سيكون مشروع جناح عسكري لأي تنظيم سياسي كان! بأي حق يرى في التمتع بحق التعبير السلمي، حقا مكتسبا بمصادرة مستقبل أبنائنا وأحفادنا بتحويل “الرابية” إلى ما يظنها تخوم #رفح الفلسطينية التي يبدو أن اقتحامها قد تم إرجاؤه إلى ما بعد عيد الفطر المبارك في حال تعثر مفاوضات القسام وحماس مع الموساد والسي آي إيه برعاية أشقاء يبدو أن صبرهم قد بدأ ينفد من عنتريات ومراوغات زعامات “المكتب السياسي” الجوّالة!


الواجب الإنساني والديني قبل الوطني يقتضي أن يتم النظر عبر خبراء الأمن العام-قسم رعاية الأسرة، ربما بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية وأهل العلم (رجال الدين) من إخوتنا في قسم الوعظ والإرشاد وحتى الإفتاء في وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية للنظر في مدى شرعية وصاية آباء وأمهات يعرضون -لأهواء سياسية وفي بعض الأحيان حبا للظهور والاستعراض- فلذات الأكباد للخطر.


في كثير من البلاد، ويعلم ذلك المهاجرون والزائرون القادمون من الشرق الأوسط إلى “الغرب” أن بلاغا من جار قام بدور “مواطن غيور”، أدى إلى وضع الدولة رعايتها على الأطفال بعد سحبها من الوالدين، لما رأوه شبهة تقصير في الرعاية أو عنف أسري كالضرب وعلو الصوت الانفعالي، أو الإجبار على التأطير والتحشيد قبل السن القانونية للبلوغ.

فالرعاية والوصاية لا تكون إلا لبالغ عاقل راشد..
أما التلثيم والتقمص لشخصيات ملثمة -بصرف النظر عن الموقف السياسي أو الأيديولوجي أو العاطفي منها- فذلك انتهاك صارخ لصحة الطفل النفسية والعقلية سيما إن تم تلقينهم بهتافات وصيحات تتلقفها جهات معادية لإساءات بالجملة لا تبدأ بالأردن ولا تنتهي بالعروبة والإسلام والقضية الفلسطينية.

تلك ممارسات غاية في الخطورة شكرا للنشامى الذين سارعوا بالتنبيه لها حفظا للأمانة، أمانة الأمن والأمان وهي في أعناقنا جميعا.

وأمانة التربية والتعليم والثقافة وبناء الشخصية الوطنية المنتمية الراشدة وهي مسؤوليتنا جميعا.