العين عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : كفى “صبيانية” فمَهمّة الأردن “أكثر قدسية”

30 مارس 2024
العين عبدالحكيم محمود الهندي يكتب : كفى “صبيانية” فمَهمّة الأردن “أكثر قدسية”


على طول الأيام القليلة الماضية، كنت، كما كثيرين غيري، أرقب الحراك الشعبي الأردني المتصاعد لا سيما خلال فترة المساء، دعماً لغزة الصامدة، ولكل فلسطين الحبيبة، ورفضاً للإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة دولة الاحتلال بحق شعبنا الصامد الصابر المرابط، هناك.


هو مشهد، بكل الأحوال، يُثلج الصدر، فهو يُعبّر عن نبض الشعب الأردني الحر الذي طالما كان عمقاً آمنا، وسنداً ومسانداً لكل فلسطين وأهلها، بل كان صوت فلسطين حين لم يكن هناك “أصوات”، وهو بذلك يتماهى مع موقف الدولة الأردنية التي تحمل هَمّ فلسطين وتكابد ذات الألم والأنين وكأن الدم يسيل هنا، والشهداء يرتقون من هنا.


وليس أدل على الموقف الأردني من الدبلوماسية الوازنة المتوازنة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، فصدى صوت جلالته ما زال يُسمع في كل محفل دولي، فقد دوّى وأسمع كل الدنيا منذ أول رصاصة تم الاعتداء بها على غزة.


وسط كل هذا، من حراك الملك عربياً ودولياً، إلى هدير أصوات آلاف الأردنيين في الشوارع والساحات، هناك من يحاول أن يدب الفتنة في جسد الشعبين “الواحد”، ناسياً أو متناسياً، وِحدة الدم و”المصير”، أو أنه يجهل معنى هذه الكلمات، أو يحاول أن “يتجاهلها”، فالشعب الأردني لا ينتظر “إشارة” أو “دعوة” ليؤكد على إسناده ودعمه لفلسطين وأهلها، بل هذا ديدنه منذ عشرات السنين، ومن المَعيب جداً لأية جهة كانت، أن تدعي أنها من حرّكت الشارع الأردني أو أنه “رهن إشارتها”، فالأردن لا قيادة له إلا القيادة الهاشمية، ولا مُحرّك له إلا ضميره ونخوة رجاله ونسائه.


قد لا يكون هذا وقت “المناكفات” أو الرد على “الصبيانية السياسية” التي باتت تعتري كثيرين من “المأزومين” و”الموتورين”، في الوقت الذي تمر به فلسطين الحبيبة بأحلك الأيام وأقساها، لكن كان لا بد من كلمة لتصل إلى هؤلاء وتذكيرهم بأن الشعب الأردني ما زال على العهد والوعد لكل فلسطين وأهل فلسطين، في الوقت الذي يرهن فيه دمه لسلامة الأردن وصون وحدة ترابه وحفظ أمنه وأمانه.


الأردن، وكما كان على طول أيام العدوان على العزيزة غزة، سيبقى مترفعاً على الصغائر، ومتغاضياً عن “الصغار”، وسيبقى يقوم بمهته العروبية والأخوية والإنسانية عبر تقديم كل ما يلزم لأهل غزة، فالإنزالات لم تتوقف، بل زادت وتيرتها أكثر وأكثر عبر اشتراك كثير من دول العالم مع “صقور” جيشنا العربي الباسل، وكذا صوت الدبلوماسية الأردنية يقيادة جلالة الملك، لم تقف عند حد، وما زال الهدف وقف العدوان بشكل دائم، وأما تلك “الصبيانية” فلم تكن، ولن تكون أبداً، في حسابات الأردن، ولن تتسبب في أن تدفعه للتراجع عن تأدية هذه المهمة المقدسة.


أرجو أن تكون الرسالة قد وصلت إلى كل “معني” ليقرأ ويتأمل!