ستنطفئُ شُعلةُ الوهم

29 مارس 2024
ستنطفئُ شُعلةُ الوهم

د. عادل يعقوب الشمايله

لقدْ تمكنَ اليهودُ المبعثرين في شتى انحاء الكرة الارضية من الإبقاءِ على قبسِ وهمِ ارض الميعادِ وأسطورةِ الارض الموهوبة الموعودة لمن تسللوا الى ارض فلسطين إما طردا وإما هربا مرة من عبودية اصنام النمرود، ومرة من عبودية فرعون وقوم فرعون، اليس من الغرابة ومن المستهجنِ أنْ يظنَّ المطرودون المطاردون، وأنْ يَظُنَّ من يدعمهم وعملائهم، إمكانيةَ إنطفاءِ لهبِ نيرانِ الغضبِ ونيرانِ الأملِ وأن تنكسف الشمسُ لتغيبَ الحقيقةَ، حقيقةَ أنَّ فلسطينَ كانت وستظلُ هي وطنُ الفلسطينيين وموقعَ دولتهم. وأنهُ اذا حدثَ وتمكنَ اليهودُ بحبلٍ من الناسِ ان يغتصبوا فلسطينَ كما اغتصبوا التاريخ العالمي وزوروه، فإنَّ حبلَ الله وحبلَ الناسِ الشرفاءِ ونضالَ الفلسطينيين سيئدُ الوهمَ والوعدَ التوراتي الاسطوري وسيقطعُ حبلهم معَ الناسِ، ولن تعودَ حبالهم ولا عِصيهم قادرةً على التحولِ الى افاعي تبتلعُ ارضَ العربِ ونفطَ العربِ ومستقبلَ العربِ وافاعي العرب. فالشجرةُ المباركةُ التي ظهرت لموسى لم تعد نيرانها تشتعل في طريق بني صهيون الضالين عن منهج موسى واله موسى، ولم يعد ” ل لعل” ان تكون علة لجلب قبس من نيران الشجرة المباركة لتدفئة من أطفأوا انوار غزة، واشعلوا النار في غزة، وقتلوا ودمروا واغتصبوا وسرقوا وزمجروا في غزة.
وستعودً العصا لوظيفتها “الهش على الغنم” عاجزة عن شق البحر، لأن البحر انشقَ لابتلاع الظالمين المعتدين. فكان فرعون والان نتنياهو.
ولا بُدَّ لوعد الله ان يتحقق: “أن الارض يرثها عبادي الصالحون”. وحيث ان حرب غزة قد اثبتت أن الصهاينة هم المخربون المدمرون وليس الفلسطينيون المحاصرون، والله شاهد على ذلك وارواح الشهداء التي صعدت اليه تشهدُ كذلك، فقد خسر الصهاينة الرهان على ان يكونوا هم ورثة ارض الله. فهم لم يكونوا ولن يكونوا صالحين بل المغضوب عليهم.