قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن رئيسة الدبلوماسية بجنوب أفريقيا ناليدي باندور اتهمت إسرائيل بخلق سابقة بتجاهلها قرارات محكمة العدل الدولية الهادفة إلى منع أي عمل محتمل من أعمال “الإبادة الجماعية” في غزة، منددة بحالة “المجاعة الشاملة” في القطاع.
وذكّرت الصحيفة بدعوى جنوب أفريقيا أمام محكمة العدل الدولية، وما تلاها من دعوة المحكمة لإسرائيل يناير/كانون الثاني الماضي لمنع أي عمل محتمل من أعمال “الإبادة الجماعية” في غزة، وطلبت منها السماح بتقديم “المساعدات الإنسانية التي يحتاجها الفلسطينيون بشكل عاجل”.
وأشارت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا ناليدي باندور في أثناء زيارتها لواشنطن إلى أن إسرائيل تخلق اجتهادات قضائية خطيرة بتجاهلها أمر محكمة العدل الدولية.
وتابعت باندور أن إسرائيل “تجاهلت الإجراءات المؤقتة تماما”، وأضافت “نحن نشهد حاليا مجاعة جماعية أمام أعيننا، وعلى الإنسانية أن تواجه نفسها برعب وفزع، وأن تشعر بالقلق إزاء المثال الذي نقدمه”.
وأكدت الوزيرة أن دولا ما قد تعتقد أن هناك ضوءا أخضر أمامها لتفعل ما تريد “ولسان حالها يقول: أستطيع أن أفعل ما أريد ولن يوقفني شيء”.
وأوضحت أن عدم احترام محكمة العدل الدولية له عواقب خطيرة، وشرحت ذلك بقولها “إذا حدث أن دولة أفريقية ما فعلت الشيء نفسه، أرجو ألا نذهب إليها ونقول لها: انظري، لقد تعديت الحدود، ونتوقع منك الامتثال”.
ومع أن أوامر المحكمة، التي تفصل في النزاعات بين الدول، ملزمة قانونا ونهائية، فإن المحكمة لا تملك وسائل لتنفيذها، وعليه فإن أكثر من 1.1 مليون من سكان غزة يواجهون “وضع جوع كارثي” يقترب من المجاعة، وفقا للأمم المتحدة.
وفي الوقت الذي تريد فيه الولايات المتحدة الحفاظ على التعاون مع جنوب أفريقيا، دعا برلمانيون أميركيون إلى إعادة تقييم العلاقة بين البلدين.
وأوضحت باندور أن الديمقراطيات يجب أن تقبل الاختلافات في الرأي، وقالت إن “السعي لمعاقبة جنوب أفريقيا بسبب الاختلاف في مجالات سياسية معينة أمر غير سعيد على الإطلاق”.