السر وراء بناء ميناء امريكي في غزة

14 مارس 2024
السر وراء بناء ميناء امريكي في غزة

وطنا اليوم_بقلم : المهندس سليمان عبيدات


ان بناء ميناء امريكي لإغائة أهل غزة وايصال المساعدات لهم لا تستقيم ابدا كون الولايات المتحدة تستطيع في خمسة دقائق وقف العدوان وفتح المعابر لوصول المساعدات، فلمن ستُقدم مساعداتها وهي تتحدث عن الانتهاء من بناءه بعد شهرين.


 في البداية، هي “كلمة حق يُراد بها باطل”، لعل وعسى هذا الخبر وبهذا التوقيت تستطيع امركا يُلمع بعض الشئ  من صورة امريكا التي زادتها بشاعة مشاركتها اسرائيل في حربها على غزة.


   

كيف سيستقيم هذا الطرح الامريكي والمُرحب به اسرائيليا، وأسرائيل هي تسبب بالمجاعة والمصرة على بقائها كسلاح يفتل اطفال غزة.


كيف سيستقيم والانتظار شهرين، وأطفال غزة بلا حليب وغزة بلا ماء ولا غذاء ولا كهرباء، ولا منازل تُقيهم من برد الشتاء، ولا مشافي تعالج جراحهم ولا دواء يُداوي مصابهم الجلل.


 هل سألوا انفسهم، بأن أي احد بالعالم سيُصدق هذه المقولة، والعالم يعلم ما ستأول اليه اوضاع غزة بعد الشهرين، والمجاعة ستتفاقم ويلقى ربه عشرات الالف من أطفال غزة، والتدمير والتهجير مستمر، كيف لا وقرار الرئيس الأمريكي بأن لا خطوط حمراء امام الدعم الامريكي لاسرائيل ،فعن أي اغاثة يتحدثون .


كيف لنا أن نُصدق انسانية الغرب، وقد لخصوا ما يحدث بغزة والاحتلال الاسرائيلي لفلسطين، بأنها ازمة انسانية لا يستطيعون حلها مع حليفهم المسبب الوحيد لها على الأرض.
     كيف لنا أن نُصدق انسانية الغرب، وهي تتجاهل كل القرارات الدولية التي اقرت بأن اسرائيل تحتل اراضٍ عربية وعلى اسرائيل الانسحاب منها، والأنكى انهم تجاهلوا كل المواثيق والقوانين الدولية التي شاركوا بصياغتها وإقرارها، وهي تمنح الشعوب التي تعيش تحت الاحتلال مقاومة ومحاربة المحتل حتى تحرير اراضيها، وهذا ينطبق على أهل غزة وعلى كل الاراضي العربية المحتلة، بان من حقهم النضال حتى دحر الغاصب المُحتل.


فبالله عليكم في أي عالم وأي زمان نعيش ، عندما اعتبروا مُحاربة المحتل عدوان وارهاب، وأما وحشية المُحتل وقتله وتجويع الأطقال والنساء والشيوخ، وهدم المنازل على رؤوس ساكنيها دفاعا عن النفس .

الحقيقية ان الغرب وعلى رأسها امريكا فقدت الشريك التركي بعد مجيئ اوردغان، وهاهي على ابواب خسارة الحرب في اوكرانيا، والأهم انها فقدت الثقة بالحليف الاسرائيلي عسكريا واستخباريا بعد امتحانه الأخير  في طوفان الأقصى والحرب المستمرة لمدة ستة اشهر، لذلك ارتأت امريكا بناء قاعدة امريكية مُتقدمة لحماية اسرائيل، وحماية مصالحها بالمنطقة.

والحقيقة الثانية، يبدوا ان الصراع الامريكي الغربي مع الحلف الروسي صيني ، بدأ يتطور ويتفاقم وبتسارع شديد، حين نشهد مناورات مشتركة هنا وهناك في المحيطات والبحار ردا على مناورات وتحركات تُجريها الأطراف الآخرى .

لذلك فان مشروع الميناء اصبحت واضحة اسراره ومغازيه ، تبدأ في بناء قاعدة امريكية تخدم ادامة احتلال الصهاينة لغزة وتهجير أهلها والخلاص من تهديد غزة الى الابد ، وبالتالي يُصبح مُتاح الاسراع في تنفيذ مشروع قناة بن غوريون الذي يُعتبر جزء رئيس من مشروع خط الحرير الهندي الاوروبي، وفي النهاية، الاستغناء عن المرور من قناة سويس المصرية.

في الختام اقول .. اعان الله امتنا على صحوة مُستدامة، والالتفات لمصالحها ومصالح شعوبها في التطور والنهضة في كل المجالات وبكل السبل، والاقتناع بأن امريكا لن تكون صديق ولا حليف لأي شعب على الأرض، وانما ستبقى المُستعمر الذي يُعزز استعماره كل يوم وعلى الدوام.


ويتوجب البحث بكل جدية وتصميم عن اصدقاء وحلفاء حقيقيين يتبادلوا معنا المصالح بشفافية دون المساس بحقوقنا وسيادتنا، ولا يهون عليهم استهبالنا وسلب خيراتنا والتحكم بقراراتنا.


وعلينا التفكير الجدي بمصالحنا المشتركة كأمة مُحترمة بين الأمم، ونُعزز علاقات دولنا وشعوبنا، نوحد كلمتنا وأهدافنا ونسعى معا لتنفيذها، وان نبحث عن اصدقاء ولا نبحث عن اعداء، نصادق من يصدق بمصادقتنا ونُعادي من عادانا.