بقلم علي نفزات كرمان.. المدير العام لشركة “فيليب موريس – مصر والمشرق العربي”
سياسات دمج وتمكين المرأة ليست مجرد أمر أخلاقي، بل عنصر أساسي في نمو الأعمال ومحرك أساسي للنجاح.
في السنوات الأخيرة، تصدرت قضية “تمكين المرأة” اهتمامات الجميع، سواء على مستوى الحكومات أو القطاع الخاص. وعلى الرغم من الخطوات الهامة التي تم اتخاذها في هذا المجال، يظل الطريق نحو المساواة الحقيقية مليئًا بالتحديات. وأصبحنا الآن نقف عند مفترق طرق حاسم: هل سيتم مواصلة العمل لتمكين المرأة بشكل كامل، والاستفادة مما يمتلكه نصف سكان العالم أم سنظل نتغاضى أحياناً عن المساهمات الكبيرة التي يمكن أن تقدمها؟.
هنا لا بد من التأكيد على أن “تمكين المرأة” والعمل على رفع مهاراتها، لم يعد مجرد واجب أخلاقي فحسب، بل بات أمراً يرتبط بشكل مباشر بتحقيق معدلات نمو اقتصادية حقيقية ومستدامة. الدراسات الحديثة كشفت عن وجود علاقة قوية ومباشرة بين المساواة بين الجنسين والنمو الاقتصادي؛ حيث يضمن تمكين المرأة، بمنحها التعليم والرعاية الصحية والفرص الاقتصادية المناسبة، توافر قوة عاملة أكثر مهارة وإنتاجية، مما يعزز فرص الابتكار، ويقود إلى ازدهار الأمم.
في فيليب موريس مصر والمشرق العربي، نفخر بالتقدم الذي أحرزناه في تحقيق التوازن بين الجنسين ضمن قوتنا العاملة، من خلال تخطيط وتنفيذ برامج مخصصة لجذب واستقطاب وتطوير المواهب والمحافظة على الكفاءات النسائية العاملة بالشركة بما يتماشى مع الاستراتيجية العالمية لشركة فيليب موريس. وفي فرعنا في مصر، تمثل النساء نحو 40% من فريق العمل، ويشغلن 40 منصبًا قياديًا. وفي لبنان، تمثل المرأة نحو 45% من عدد العاملين بالشركة، كما أنها تشغل حوالي ثلث المناصب القيادية الهامة. وفي الأردن، تقود المرأة شركة فيليب موريس وتشغل منصب المدير العام، وتشغل الإناث 30% من الوظائف القيادية هناك.
ولعل هذه الأرقام تُظهر التزامنا التام بالدعوة إلى بيئة متنوعة وشاملة، تتيح فرصة للنمو والتطور للجميع، في مختلف مقرات فيليب موريس حول العالم.
ويُعتبر الحصول على أجر متساوٍ قضية أساسية عند مناقشة المساواة بين الجنسين في مكان العمل. وتفخر شركة فيليب موريس بكونها الشركة الأولى عالمياً، التي تحصل على شهادة EQUAL-SALARY الدولية في عام 2019، وهي شهادة على التزامنا الراسخ بمكافحة الفجوة في أجور الجنسين. لم يكن الحصول على هذه الشهادة إنجازًا ناتجاً عن جهد مختلف لمرة واحدة فحسب، بل هو تتويج لجهود مستمرة بدأت بالتزام عميق بالمساواة بين الجنسين؛ حيث نقوم بتحليل وتعديل ممارسات الأجور والمكافآت لدينا بشكل فعال ومستمر لضمان العدالة والشفافية التامة. وتضمن هذه العملية المستمرة أن تتلقى السيدات اللواتي يؤدين نفس العمل الذي يقوم به نظرائهن من الرجال، تعويضًا متساويًا، مما يعزز بيئة العمل داخل الشركة، ويضمن النمو المستدام.
وتلعب النساء أدوارًا مختلفة في المجتمع، وتواجه كل منهن العديد من التوقعات كامرأة عاملة، وأم، وابنة، وشريكة. وتدرك فيليب موريس الدور المحوري الذي تلعبه الأمهات وتحترم بشدة احتياجات الآباء والأمهات الجدد من خلال إقرار سياسات إجازة الأمومة والأبوة الشاملة، بما يتيح للأفراد تخصيص الوقت المناسب لأسرهم خلال هذه الفترة الحرجة دون تعرض حياتهم المهنية أو تطورهم المهني للخطر. ونؤمن بأن هذا الدعم يعزز شعور موظفينا بالإيجابية، مما يساهم في نهاية المطاف في وجود قوة عاملة أكثر ارتباطًا وإنتاجية.
في مصر والمشرق العربي، نحرص على تنمية المهارات لضمان ملاءمة القوى العاملة المحلية لمعايير العمل الدولية. ونفخر بأن إطارات التعلم والتطوير لدينا نجحت في تصدير عدد كبير من الكفاءات النسائية العربية إلى الشركات التابعة لشركة فيليب موريس في جميع أنحاء العالم بما في ذلك سويسرا، والولايات المتحدة الأمريكية، والإمارات العربية المتحدة، وإيطاليا، وغيرها.
وفي النهاية، على الرغم من الإنجازات المجتمعية الكبيرة التي تحققت في مجال دمج وتمكين المرأة، إلا أنه ما زال هناك مجال لتحقيق المزيد؛ فدمج وتمكين النساء بآرائهن الفريدة يضيف إلى طاولة صنع القرار، ويميز المؤسسات الناجحة التي تنمو بشكل مستدام من خلال فهم أفضل للموظفين والعملاء والموردين والشركاء المجتمعيين. نعمل في فيليب موريس مصر والمشرق العربي على مواصلة التزامنا بالريادة والقدوة لتحقيق مستقبل أكثر شمولاً، تكون معايير التقدم فيه هي: الموهبة والأداء والإمكانات والكفاءة.