كتب العين عبدالحكيم محمود الهندي
على طول اليومين الماضيين، تابعت الكثير من ردود الفعل، محلياً وعربياً ودولياً، على الإنزال الجوي الذي شارك به جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين، ليكسر الأردن ذاك الحصار الظالم على الأهل الأحبة في غزة ويوصل إليهم الطعام والشراب بعد أن عزّ حتى “الخبز” على الناس هناك، أولئك الناس الذين يدافعون عن حقهم بالأرض والحياة والكرامة، بصدورهم العارية وبأجسادهم المنهكة، بل وحتى بأطفالهم الذين لاقى كثير منهم الموت وهم ما زالوا في “الحاضنات”، وبعد أن جفت صدور الأمهات الصامدات الصابرات “المرابطات”.
نعم يا سادة، وبدون استحياء ولا خجل، وظّف الأردن كل إمكانياته، لا سيما الدبلوماسية منها، ليشق صقوره الريح في عنان السماء ويوصلوا الخبز والحليب إلى أهل وأطفال غزة.
نعم يا سادة، مرة أخرى يضع سيد البلاد، حفظه الله، نفسه في الخطر ليشرف، ويشارك بجهود مد العون إلى “أهله” في غزة هاشم رغم الصواريخ المتطايرة والقذائف الملتهبة.
نعم يا سادة، قالها الملك وفعل، ومن بعده بلدان كثيرة تريد أن تخطو على خطاه، فالجلوس والندب والشتم والعويل، ليس ما ينتظره أطفال القطاع الصامد.
من الهراء، كما أرى، أن يحاول بعض “الموتورين” جرّنا إلى خانة الردح، في الوقت الذي تركنا فيه الكلام جانباً، وبدأنا العمل، فهل قدّرَ أيُّ من هؤلاء قيمة تلك “الضحكة” التي ارتسمت على محيا ذاك الطفل الغزي وهو يأتي بنصيبه من تلك “الإغاثة”؟!
وهل قدّر هؤلاء تلك الجملة الشهيرة التي قالها شاب غزي وبعفوية صادقة : “ما بعملها إلا الأردنية”؟!
نرد على كل هؤلاء بجملة بسيطة من بعض كلمات ترجمتها وثبتتها أفعال سيد البلاد وجيشنا الباسل وصقورنا الأشاوس : تركنا لكم الكلام و”الردح”، وبدأنا العمل .. فقط.