وطنا اليوم:يبدو أنّ الداعية السعودي عائض القرني، وهو آخر الشيوخ السعوديين الذين لم تطلهم الاعتقالات، حيث الأخير قدّم اعتذراه علناً عن تيّاره الصحوي الإسلامي “الإخواني”، لا يُريد أن يَترُك لمُتابعيه، مجالاً، كي يتّبعوا نصائحه الدينيّة، ودعوته للدين الإسلامي القويم، فها هو اليوم تُسلّط عليه سهام الانتقادات التواصليّة، بعد وليمة مُسرِفَة لضُيوفه الذين لم يتعدّوا 10 أشخاص.
الشيخ القرني، والمعروفة أدبيّاته الدعويّة بوجوب التقوى، والورع، والإيمان، والبساطة في الحياة، وعدم الإسراف، لا يبدو أنه يُطبّق تلك النصائح التي يرميها على مُتابعيه، الذين كانوا قد انصدم بعضهم بعد اعتذاره عن تيّار إسلامي صحوي، كان حاضرًا في العربيّة السعوديّة، وجثم على صُدور السعوديين، وفق مُنتقدين، تماشياً مع عصر الترفيه والانفتاح الجديد.
وبحسب مقطع فيديو مُتداول على المنصّات، قام الداعية باستقبال ضُيوفه بوليمة ضخمة، وهُم مجموعة من المشاهير ورجال الأعمال في بلاده، وظهر في المقطع 7 ذبائح على الأقل (مناسف من اللحم مشوي)، وهو مشهد عدّه مُعلّقون قمّةً في الإسراف والاستعراض، وليس كرماً يُظهِره الشيخ الداعية المذكور.
وتنتشر هذه المشاهد لذبائح الشيخ، في وقتٍ لا يجد فيه أهل اليمن وجبة طعام واحدة، جرّاء العدوان السعودي- الإماراتي على اليمن، وتنتشر صور لأطفال اليمن الذي كان يُسمّى سعيدًا، بنحافةٍ مُفرطة، ويقول نشطاء يمنيّون إنّ بلادهم لا تجوع، بل يجري تجويعها بفِعل الحِصار، ويزداد الأمر سوءًا، مع تصنيف إدارة دونالد ترامب المهزومة، جماعة “أنصار الله” الحوثيّة، بجماعة إرهابيّة، وهو ما يعمل على تصعيب مَهمّة المُساعدات الإنسانيّة، في بلدٍ يشهد فقرًا، ومرضاً، جرّاء عاصفة الحزم، والأخرى إعادة الأمل بقيادة التحالف السعودي.
والشيخ القرني، لا يُسجّل لأوّل مرّة مشاهد البذخ هذه، فالرجل يركب السيّارات الفارهة، ويعيش بقصور، ويطلب وفق مُعلّقين مُنتقدين من الفقراء والمساكين الصّبر على الفقر، وتحمّل مشاق الحياة، هذا عدا عن دعوات زميله المطرود من تحت الأضواء حاليّاً الشيخ محمد العريفي، دعوة الشباب للجهاد في سورية، في حين أبناء الشيوخ، يصولون في شوارع لندن، ونيويورك بسيّاراتهم الفخمة.
ومع هذه الانتقادات الحادّة، دافع البعض عن الشيخ القرني في المُقابل، وقالوا إنّ ذلك من آداب حُسن الضّيافة، والكرم السعودي الحاتمي في استقبال الضيف، لكن ومع ذلك يكون عدد الضيوف قليل، ومشاهد التبذير والإسراف في الخليج والسعوديّة كثيرة، وتكون تحت الرّصد في شهر رمضان، وتضيع عناوينها بين حسنة إفطار صائم، أو استعراض الخير لأحد رجال الأعمال، والمشائخ المعروفين.
ويُتابع القرني الملايين على صفحاته وحسابه في موقع التدوين المُصغّر “تويتر”، وله كُتب ومُؤلّفات شعريّة، ووجّهت له إحدى الكاتبات اتّهامات بسرقة أفكارها، ووضعها في أحد كُتبه المنشورة.