الدكتوره بيتي السقرات/الجامعة الأردنية
مما يروى في قديم آثار العرب الجميلة أنَّ شيخَ عشيرةٍ كان مِلْحاحاً كثيرَ الأسئلة، فضاقَ أهلُ العشيرة به درعاً وابتعدوا عنه، وفي يومٍ زار العشيرةَ فتىً ذكيٌ وسألَ عن مَضْيَفَةِ الشيخِ، فنصحوه ألّا يقابله لأنه كثير الأسئلة ولا يمكن تحمُّله، فقال: لا عليكم أنا أعرف كيف أردَّ عليه…!
وصل الفتى إلى المّضْيَفَة، وبعد الترحيب وتقديم واجب الضيافة بدأ الشيخ بالأسئلة كعادته من أي عشيرة أنت؟ أجابه الشاب من العشيرة الفلانية، ومن هو شيخكم؟ قال الشاب: الشيخ فلان، وكيف هو شيخكم؟؟
قال الشاب: شيخُنا يستحي!
هنا سكت الشيخ وتوقف عن الأسئلة!
تعجبَّ الناسُ، لأنهم معتادون أن الشيخ لا يسكت عن أسئلة لا تنتهي، وبعد ساعة رجع الفتى لدياره.
سأل رجال العشيرة الشيخَ: لماذا لم تسأل أكثر واكتفيت بجواب الفتى “شيخنا يستحي”؟
أجاب الشيخ: كلمة “يستحي” تجمع كل الصفات الأخلاقية والإنسانية، فالذي يستحي عنده غيرة على أبناء عشيرته ولا يغدر بهم ولا يتخلى عنهم، ولا يكذب ولا ينافق، ولا يجبن ولا يبخل، ويزِنُ أقواله وأفعاله ويبتعد عن الرذائل والشرور، والذي يستحي يخافُ الله، ومَنْ يخافُ الله سهمُك منه الراحة والطمأنينة…!
لقد حبى الله الأردن بقيادة حكيمة حليمة وتستحي وتجمع كل الخصال التي تحتاجها القيادة لوطن يزهو كالجنة في محيط يلتهب ناراً كالجحيم.
فهذه المسيرة الهادئة المتزنة في بحر لجي نعمة يحسدنا عليها الكثيرون ويفتقدونها في بلدان شتى.
إن البيت الهاشمي متمثلاً في الديوان الملكي يقوم بدور مهم من خلال التواصل مع جميع أطياف الشعب الأردني وعشائره ومكوناته من بادية وريف ومدن ومخيمات ومع جميع الشرائح العمالية والأكاديمية والطلابية والإعلامية وكافة القطاعات.
الديوان الملكي هو بيت للجميع ومن يصله لا يعود مخذولاً ويجد استقبالا أهل ومكان يتسع لنا جميعاً.
البيت الأردني اتسع للجميع ولم يبخل على الأردني وعلى ضيوف الأردن. فنحن أصحاب حياء ومروءة ولا نقبل إهانة الضيف.
ومواقف الأردن في مد اليد لكل من يحتاجها تجعلنا نفخر بجلالة الملك أطال الله في عمره وبقيادته الأبوية التي تظلل الجميع.