الدكتور جميل الشقيرات
أربعة أشهر ونصف مرت منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزّة، عانى خلالها أهالي القطاع من شتّى فصول الجرائم الإسرائيلية، يموتون بالقصف ومن الجوع والبرد ويعانون من انعدام أبسط مقومات الحياة وما زال العالم كل العالم من حولهم يكتفي بالمشاهدة ولا يبالي، وآخرون ونحن منهم نرفع أيادينا في صلواتنا بالدعاء لهم أو التحسّر على أحوالهم غير قادرين على توفير شربة ماء لهم.
نعم اعتاد أهل غزّة على الخذلان والصمت من الأقربين قبل البعيدين، بعدما تُركوا لوحدهم يواجهون الحصار والموت البطيء بمفردهم.
أهالي غزّة يا سادة لا يتحدّثون عن أحلام للمستقبل أو حتى يفكرون بالغد، جل ما يعنيهم اليوم وقف إبادتهم علهم يستطيعون لو بعد حين العودة إلى حياة شبه طبيعية، لأنهم يعون جيداً أن حجم الجرائم الإسرائيلية، بما في ذلك التدمير الممنهج الذي يتعرضون إلى جانب الخسائر البشرية المهولة والفقد الذي طال كل أسرة في القطاع، لن يتيح العودة إلى حياة طبيعية.
يا سادة، أنّ التصريحات والادانات والشجب على كافة الصعد غير كافية ولن تنقذ طفلاً من الموت، فلو كانت هذة الادانات وأنواع الشجب التي تعودنا عليها ذات فائدة لكانت فلسطين قد تحرّرت منذ عقود ولما كان الاحتلال قد تمكّن من تهجير أهالي قطاع غزّة حتى حشرهم في مدينة رفح التي تنتظر كارثة إنسانية تهدد حياتهم وتغتال مصيرهم.
يا سادة، اهالي غزة يهيمون على وجوههم، لا يدرون ما يفعلون، فهم أمام خيار انتظار لحظة الموت أو التهجير من أرضهم ومساكنهم.
ما الذي يمكن لأهالي غزّة فعله؟ لا شيء أكثر مما قدّموا طوال الأشهر الماضية. في المقابل، هناك الكثير مما كان يمكن أن تقدّمه الدول العربية والإقليمية، وحتى الإسلامية، لغزّة، لكنها تخاذلت ولم تجرؤ على تنفيذ أي من القرارات التي اتخذتها في قممها واجتماعاتها لكنها فقط مارست الخذلان والنفاق والصمت واعتبروا ذلك فضيلة دون أي فعل حقيقي على أرض الواقع.
لا تيأسوا يا اهل غزة وتدبروا قول الله تعالى( وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).