وطنا اليوم – يستهين الناس كثيرا في عصرنا الحالي بمسألة الطعام، فيتناولون بعض الوجبات، على عجل، وربما يكررون هذا الأمر بشكل يومي، دون أن ينتبهوا لما يلحق بصحتهم من ضرر.
وبحسب موقع “إيت ذيس”، فإن من يأكل وجبة سريعة، يوميا، مثل “ماكدونالدز” وغيرها من سلسلة المطاعم الشهيرة، يعرض صحته لمخاطر جمة، وربما يصاب بأمراض مزمنة تنذرُ بالوفاة المبكرة.
ويقبل الناس على هذه الوجبة لأنهم يجدون أن مذاقها لذيذ، ونظرا إلى ما تحتوي عليه من نسب دهون عالية، كما أنها تقدم في العادة إلى جانب مشروبات غازية باردة ومنعشة.
وتباع هذه الوجبات بسعر رخيص مقارنة بالطعام الصحي، كما أن تناولها لا يستغرق وقتا طويلا، ولذلك، فهي تناسب إيقاع الحياة المتسارع في عالمنا.
ومن أبرز المخاطر المحدقة بمن يأكل وجبة سريعة من البرغر وغيره في كل يوم، هو أنه يصبح معرضا بشدة للإصابة بداء السكري.
والسبب في هذا هو أن الجسم الذي يتناول وجبة سريعة غنية بالكربوهيدرات البسيطة، سرعان ما يفرز هرمون الأنسولين من أجل خفض مستوى السكر، وهو ما يؤدي إلى رفع الأنسولين نفسه.
ويستطيع جسم الإنسان أن يتعامل مع هذا الارتفاع المفاجئ للأنسولين بين الفترة والأخرى، لكن تكراره بشكل يومي يسبب مقاومة الأنسولين والنوع الثاني من السكري.
وربما يبدو النوع الثاني من السكري اضطرابا صحيا غير خطير لكنه يشكل سابع أسباب الوفاة في الولايات المتحدة، وبالتالي، لا مجال للاستهانة به.
ولا تقتصر تبعات الوجبة السريعة على السكري فحسب، بل تمتد إلى صحة القلب، لأن الوجبة السريعة تكون مشبعة بالدهون، وفي حال بدأت يومك، مثلا، بفطور في “ماكدونالدز”، فإنك ستكون قد أخذت الحد المطلوب من الدهون أو تجاوزته منذ الصباح، في حين أنك ما زلت في بداية النهار.
وبما أن الوجبات السريعة تقدم عادة إلى جانب البطاطس المقلية، فإن الجسم يتلقى نسبة كبيرة من الدهون المتحولة التي تسبب أمراضا مثل الكولسترول.
ومما لا شك فيه، أن الشخص الذي يتناول وجبة سريعة في كل يوم سيزداد وزنه لا محالة، لأنه من السهل جدا أن يتجاوز عدد السعرات الحرارية في وجبة واحدة حاجز الألف، في حين أن جسم الإنسان البالغ يحتاج عادة بين ألفين و2500 سعرة حرارية خلال اليوم بأكمله.
وعندما يتناول الكربوهيدرات البسيطة بكثرة فإن السمنة ستتركز على الأغلب في منطقة البطن، بينما يتطلب التخلص من هذا العبء جهدا شاقا.
وإذا كانت الوجبات السريعة تغرينا بمذاقنا فلأنها تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم، وهذا الأمر يزيد العرضة لمرض ارتفاع ضغط الدم.
والمثير في الأمر أن المضار لا تقتصر على الاضطرابات العضوية المعروفة، لأن تناول وجبة سريعة، بشكل يومي، يشكل خطرا محدقا على الخصوبة، من جراء وجود نسبة عالية من مادة الفثالات الكيميائية الموجودة في أطعمة مثل البرغر