محمد داودية
سنستمتع بمباراة ولا أحلى ولا أروع، من شوطين ناريين يوقفان الأنفاس، بين منتخبين عملاقين ما وصلا إلى هذا النهائي بالحظ وبالصدفة وبأخطاء الحكام أو بتواطئهم.
انها مباراة الكأس، مباراة المدربين، مباراة النجوم، مباراة صيادي المواهب، ومباراة بطولة أمم قارة آسيا الهائلة. ومباراة المباريات وخاتمتها.
وكما اننا سنستمتع بلا حدود، فإن اللاعبين سيستمتعون بلا حدود، وهم يدافعون وهم يهاجمون، وهم يسجلون الأهداف وهم يحققون المنى.
وستكون المتعة التي لا تضاهى، متعة استلام الكأس ومتعة رفع الكأس ومتعة استلام الميداليات ومتعة التتويج.
لقد حملنا منتخبنا والمدرب المغربي العملاق الحسين عموته إلى آفاق غير مسبوقة. فقد حققنا رقمين قياسيين هما الاختراق إلى دور الأربعة الكبار ومن ثم الاختراق إلى النهائي.
كانت مغامرة جديدة علينا، مدهشة مليئة بالإثارة والتوتر والقلق والفرح.
لقد وصلنا إلى القمة، وعلينا أن لا نتزحزح عنها وان لا نهبط دونها وان نحافظ على ما تمكنا من بلوغه وانجازه.
نحن نعلم ان وراء هذا الانجاز جهودا جبارة.
أولها: دعم جلالة الملك وسمو ولي العهد المتابع عن قرب والذي أعطى حضوره المباراة دافعية بارزة.
ثانيها: جهود الأندية الأردنية التي أعدت للوطن شبابا نشامى رفعوا رؤوسنا عالية وحققوا ثلاثة امجاد: مجدا لهم ومجدا لمدربهم ومجدا للوطن، ولم تبخل وانفقت من ديونها وفقرها.
وثالثها: موفقية اتحاد كرة القدم برئاسة سمو الأمير علي بن الحسين في اختيار المدرب الذي برهن انه مدرسة وأسطورة وانه قادر بالنشامى على الصعود إلى مستويات فاقت مستويات فرق آسيا الكبرى بمدربيها الكبار الذين يتقاضون الملايين.
ورابعها المواهب الكروية الأردنية المبدعة التي صالت وجالت واعطت أقصى ما تستطيع لا بل تمكن المدرب من حفزها على تقديم جهود إضافية مما جعلها تتفوق على نفسها.
ولعبة كرة القدم لعبة جماعية، من يسجل هدفاً يسجله بتعاون تام مع زملائه الذين يمررون له ويرسلونها “مقشّرة”، مع كامل التقدير للمواهب الفردية.
والدفاع الذي يحمي المرمى من الأهداف، كمن يسجل الأهداف في مرمى المنافس.
وحارس المرمى الذي يذود عن عرينه كرأس الحربة الذي يمزق شباك المنافس.
واللاعب الظهير وخط الوسط والجناح، كلهم مكونات لا يستقيم النصر ان اختل او أخطأ أحد منهم.
وخامسها: الجماهير، اللاعب الثاني عشر التي تشعل المدرجات وتشكل دافعا مؤثرا على اللاعبين، تحفزهم وتمدهم بطاقة البذل والعطاء.
وسادسها: دكة البدلاء الذي يركن المدرب إلى قدرة من عليها، على سد الفراغ والثغرات وتعويض غيابات اللاعبين بسبب الإصابات والانذارات.
وسابعها: الفرقة المعاونة للمدرب: المساعدون والأطباء والمسعفون والإداريون الذين يشكلون جبهة عون وإسناد واطمئنان ويوفرون للاعبين ظروف سفر واقامة وتدريب مريحة.
منتخبنا الوطني أسعدنا أيما إسعاد على امتداد الأسابيع الماضية وننتظر منه ان يواصل إسعادنا وإسعاد نفسه اليوم، خاصة وانه وفق مختلف الحسابات، الأقدر على حسم اللقاء لصالحه والظفر بكأس البطولة لأول مرة في تاريخنا الكروي، رغم جبروت وقوة الفريق القطري الشقيق ووعلى أرضه. وحسب ما شاهدنا فإن المنتخبين جباران مع أفضلية للمنتخب الأردني على شقيقه القطري.
اتوقع مباراة مفتوحة زاخرة بخمسة أهداف، هدفين منها للمنتخب القطري البطل الشقيق.
المهمة ليست سهلة ولكنها ليست صعبة.
وفالكم البيرق يا نشامى الأردن.