هل طبيعي أن نفرح بالفوز ام مُستنكر ؟

7 فبراير 2024
هل طبيعي أن نفرح بالفوز ام مُستنكر ؟

بقلم : المهندس سليمان عبيدات
هل الفرح بفوز منتخب النشامى يُسيئ لموقفنا ومشاعرنا من العدوان الهمجي على اهلنا في غزة وشعبنا في فلسطين المحتلة؟ .
مع انني لا احب ان اختلف مع اصحاب الرأي الذي يقول: ان الفرح بالفوز عيب وجريمة بحق اهلنا في غزة، لأنني اتفق واحترم مواقفهم الوطنية والقومية تجاه كل القضايا العربية وعدوان دول الاحتلال عليها ..
الا انني ارى ان في رأي هذه الفئة بعض القسوة على من فرح بالفوز .. وانا على يقين بان من عبر عن فرحه وأنا واحد منهم، لسنا باقل حزنا وألماً ممن رأى ان الفرح ليس مبررًا، واننا جاهزين لتقديم الغالي والنفيس من اجلهم اليوم وغدا حتى تتحرر الارض والمُقدسات والشعب من الاحتلال الغاشم..
اهلنا في غزة عبروا عن فرحهم بفوز النشامى ونشروا الفيديوهات، وهذا يُسجل لهم ونشكرهم ونُقدر هذه المشاعر الصادقة، رغم انهم تحت القصف وانقاذ الدمار والدماء مازالت تسيل .
لنعترف ونعيش الواقع المرير المُعاش، بأن الشعوب العربية وخاصة الاردني والفلسطيني عطشى للحظات من الفرح ويدخل السرور الى قلوبهم، ومن حقهم ان يفرحوا وهم في بحر من الاحزان والكثير من الألم.
فرحت وقلبي يتقطع الماً وغضبا على ما يجري مع أهلنا في فلسطين الحبيبة وفي العراق وسوريا واليمن وليبيا والسودان وغيرها وغيرها من الدول المتضررة من عدوان امبريالي صهيوني شامل على امتنا كلها في كل الاقطار .
انا فرحت مع من كل من فرح بفوز النشامى، فعلينا ان نعطي فسحة لشبابنا ان يفرح للحظات فيها عزة وفخار بالانتصار والفوز، لعل هذه اللحظات نعطيهم جرعة من الأمل بمستقبل أفضل يمكننا ان نصنعه بسواعد الشباب، ولعله يُقوي ارادتهم على العمل والنجاز ويشحن هممهم وعزائمهم على التفوق والابداع، وأن هناك فجرا مُشرق ويمكننا العبور اليه عبر امواج الظلام الداكن بكل اقتدار، بالعزيمة والتصميم والتخطيط لتحقيق الانجاز.
شعبنا الفلسطيني هُجر من ارضة منذ اكثر من 70 عاماً، وتشتت عبر اقطار العالم،
ماذا كان عليه ان يعمل ؟؟؟هل يضع يده على خده مُنتظرا رحمة الله وهو على ضفاف فلسطين مُنتظر العودة؟، وهل يحق لأي أحد ان يتجبر عليهم ويقول لمن عاش حياته وطور مهاراته وانجز وتفوق بالعلم والتكنولوجيا والطب انه خان وطنه وتناسى قضيته وتجاهل احتلال الصهاينة لبيته وأرضة؟ .

ايها الأحبة .. علينا ان نفرح بالفوز، ونحزن مع اليتامى والثكلى، ونقاوم بكل الوسائل، ونعمل بجد واجتهاد ونتفوق، ونُثبت للجميع اننا نستحق الحياة ..
عاش الأردن عظيم بأهله وعاشت فلسطين بأهلها الابطال، ورحم الله شُهدائنا وشُهداء فلسطين والعالم العربي .. وحمى الله الانسانية جمعاء من الجبابرة والمحتلين..