تجاوزات على هامش انعقاد المؤتمر العام لاحد الأحزاب…خطير ويدعو للقلق

20 يناير 2024
تجاوزات على هامش انعقاد المؤتمر العام لاحد الأحزاب…خطير ويدعو للقلق

وطنا اليوم- خاص- الأحزاب السياسية مؤسسات مجتمع مدني نظم القانون عملها وعملية تأسيسها من الالف الى الياء وعالج قانون الانتخاب أدوارها مستقبلا، والاهم ان الدولة في المئوية الثانية وبتوجيه من جلالة الملك تريد التخلص من آثار وملامات الماضي حول المشاركة السياسية بكل تفاصيلها وادواتها، وجاء قانون الأحزاب ليسهل عملية المشاركة بشفافية ووضوح، ويضع قواعد عامة يسير عليها الجميع، ولكن التجربة منذ بدء ترخيص الأحزاب وفقا للقانون رقم(7) لعام(2022) يلاحظ أن البعض قد فهم الامر بطريقة خاطئة، وبدأ التدافع بشكل كبير واصبح هناك تنافس شديد إذ في غضون عام تم ترخيص اكثر من 30 حزب سياسي وبلغ عدد الأعضاء المنتسبين الكلي، حسب المعلومات المتداولة  60 الف عضو، بواقع الفي منتسب لكل حزب، هذا العدد من الأحزاب مرشح للزيادة، وكون التجربة جديدة لا بأس ليبقى القوي على الساحة ويغادرها من لا يستطيع البقاء في أول هزة غربال بعد الانتخاب البرلمانية في نهاية العام حسب الموعد الدستوري، لنكون في المستقبل امام عدد محدود من الأحزاب لها برامج اقتصادية واجتماعية واضحة تضع المواطن امام خيارات سهلة بعيداُ عن الشخصنة والأسماء الرنانة.

ما يهمنا الآن ان نفهم الدرس جيدا وهو ان الأحزاب السياسية مدارس للتثقيف والتجنيد السياسي  وتعزيز  الوحدة الوطنية، بتمازج شرائح المجتمع بكل مكوناتها بهذه المؤسسات المدنية، وتكون ساحات للعصف الذهني والبحث في مصالح وقضايا الوطن العامة، بعيدا عن الشخصنة والمماحكات الحزبية، ما حصل اليوم في المؤتمر العام لاحد الأحزاب يثير الاستغراب والدهشة، عندما تعمد البعض تجاوز التعليمات مما اثار حالة من الهرج والمرج وتعالي الأصوات واثارة الفوضى، وهذا ما لا نريده في حالتنا الحزبية الوليدة وحتى لا يكون الانطباع سلبي، ويجعل العزوف مطلبا شعبيا عند تكرار هذه المشاهد، يجب ان يكون هناك عقوبات رادعة يتحمل مسؤوليتها المسؤولين عن إثارة الفوضى.

ان اهم واجبات الحزب تجاه منتسبيه هو التثقيف القانوني والسياسي واحترام ذلك واجب ومبدأ يجب ان يعتنقه الجميع وان لا يلجا أي من منتسبي الحزب الى استخدام الأساليب الفوقية والعنجهية البعيدة عن روح القانون ومبادئه.

ان مؤسساتنا وجدت للتنظيم والإدارة وما الهيئة المستقلة الا مؤسسة معنية بكل تفاصيل الحياة السياسية المتعلقة بتأسيس الأحزاب والاشراف على الانتخابات فالتقليل او الانتقاص من دورها بأساليب لا تليق بمجتمعنا معيب ويجب عدم السكوت عنه.