سفراء هولنديون يحتجون بقوة على موقف بلادهم !!

20 يناير 2024
سفراء هولنديون يحتجون بقوة على موقف بلادهم !!

وطنا اليوم – نظمت مجموعة من السفراء الهولنديين والموظفين الحكوميين السابقين مظاهرة واعتصاماً أمام وزارة الخارجية الهولندية في لاهاي يوم الخميس الماضي احتجاجا على تصويت هولندا ضد المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة.
وقد ارسل لي الصديق المفكر الهولندي نيكلاوس فان دام الخبير في شؤون الشرق الأوسط وسورية؛ سفير هولندا السابق في إندونيسيا؛ كلمته القوية جدا التي ألقاها في المحتجين وقال فيها:

انه من المخزي والنفاق أن الحكومة الهولندية لم ترغب في دعم الدعوة إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وهذا مجرد غيض من فيض من هذا النفاق. ومع ذلك، لا ينبغي أن تقتصر المطالبة على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، يجب أن يتعلق الأمر أيضًا باستئناف محادثات السلام، فإن وقف إطلاق النار هو بالطبع شرط أساسي.
واضاف: كم من الوقت سوف يستغرق الأمر قبل أن تدرك هولندا أنها كانت (ولا تزال) على الجانب الخطأ من التاريخ عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين؟
وعندما كانت هولندا على وشك الإعتذار لإندونيسيا، استغرق الأمر 60 عامًا، ولم يعتذر الملك إلا بعد 75 عامًا، عن كل الفظائع التي ارتكبها الهولنديون في إندونيسيا خلال فترة الاستعمار.
واضاف من المفترض أن هولندا، مثلها كمثل العديد من الدول الغربية الأخرى، كانت ملتزمة “بعملية السلام في الشرق الأوسط” بين إسرائيل والفلسطينيين لأكثر من نصف قرن من الزمان. وصدرت كافة أنواع البيانات السياسية، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراءات ضرورية للمساعدة في التوصل إلى حل. وهو ما جعل من الممكن لإسرائيل أن تفعل كل شيء تقريبًا دون عقاب. وبالتالي فإن هولندا والعديد من الدول الأخرى التي اتبعت سياسة التغاضي عن كل ما فعلته إسرائيل تقريبًا، تتحمل مسؤولية مشتركة عن الوضع الذي نشأ. ولا يمكنهم القول أنهم لا يعرفون.
وفي الوقت نفسه، شهد الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة تدهوراً متزايداً، حيث أصبح الإسرائيليون أكثر عدوانية وغطرسة، في حين ظل العالم متفرجاً دون أن يفعل أي شيء. ومن خلال أعمال العنف التي ترتكبها إسرائيل في غزة، خلقت إسرائيل الآن عدداً من الأعداء أكبر مما كان لها من قبل، وأعدادها تتزايد يوماً بعد يوم.
وهذا ما جعل احتمالات السلام في المنطقة أقل مما كانت عليه بالفعل. والاعتقاد بأن إسرائيل قادرة على تحقيق السلام من خلال قتل معارضيها، كما فعلت طوال الـ 75 عاما الماضية وما زالت تفعل، هو قمة السذاجة.
واضاف السفير فان دام: لو كانت إسرائيل على استعداد لصنع السلام على أساس قرارات الشرعية الدولية، لكان الصراع قد تم حله منذ فترة طويلة، وما كان ليحدث هجوم مثل الذي شنته حماس في السابع من أكتوبر 2023.
لكن إسرائيل تريد دولة يهودية من النهر إلى البحر، مع أقل عدد ممكن من الفلسطينيين. ومثل هذا الموقف يجعل تحقيق السلام الحقيقي في المنطقة أمرا مستحيلا.
وقال ان الحل هو إرغام إسرائيل على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة، بما في ذلك إزالة كافة المستوطنات اليهودية، وبهذا يصبح من الممكن أخيراً إقامة دولة فلسطينية مستقلة.