د. عادل يعقوب الشمايله
لم تتردد تركيا بقيادة رئيسها المؤمن اردوغان بدعم اثيوبيا بالمشورة وبالطائرات بدون طيار وتأجيج الخلاف بين مصر واثيوبيا.
قامت تركيا ببيع الطائرات لاثيوبيا لردع مصر من مهاجمة سد النهضة وذلك بوضع السد العالي في مصر تحت تهديد مماثل اذا قامت مصر بضرب سد النهضه الاثيوبي.
الموقف التركي الذي صدر عن دولة مسلمة يقودها حزب محسوب على تيار الاسلام السياسي وضع شقيقه شعب مصر المسلم الذي كان ينظر الى اردوغان على أنه رمز الاسلام، بين خيارين:
الاول الصمت على نقص كميات المياه التي تحصل عليها مصر تاريخيا من نهر النيل مما سيهدد الزراعة والصناعة والسياحة وبالتالي حياة المصريين الذين سيعانون من المجاعة.
الخيار الثاني تدمير السد العالي واغراق مصر بمياه السد وتعطيل انتاج الكهرباء والصناعة والانارة والثروة السمكية وبالتالي المجاعة والظلام.
اردوغان هو نفسه الذي استمر بسياسة الحكام العلمانيين الذين سبقوه بمنع المياه عن العراق وسوريا ببناء السدود لحجز المياه عن البلدين العربيين المسلمين مما تسبب بجفاف معظم اراضي البلدين العربيين ونفوق مئات الالاف من الثروة المعدنية وزيادة التصحر وتملح الاراضي وتهديد البيئة.
تركيا بقيادة اردوغان تكمل مسيرة المملكة العثمانية الهمجية المتخلفة التي تسببت في تخلف العرب عن العالم وحكمتهم مئات السنين بالرعب والسجون والدماء والاعدامات والافقار بالاهمال والنهب وتخلت عنهم عندما غزتهم فرنسا وبريطانيا وايطاليا، حيث احتلت تلك الدول كامل شمال افريقيا من قناة السويس وحتى المحيط الاطلسي وكذلك كامل شواطئ الجزيرة العربية.
وهاهي تركيا تتخلى ببرود ولا ابالية عن غزة التي تواجه العدوان والتدمير الممنهج من حليفتها اسرائيل مذعنة لاوامر سيدتها الولايات المتحدة.
تخلي تركيا التي يحكمها حزب العدالة الاسلامي عن غزة وعن حماس ذات المرجعية الاخوانية التي اتخذت من تركيا ملجئا ومركزا ومنطلقا لها بعد زوال حكم محمد مرسي، يوضح حجم النفاق وسوء النية. فقد قدمت تركيا المساندة الكاملة للاخوان وحركة حماس معززا بالهجوم الاعلامي على مصر والتحريض ومحاصرتها بالقواعد العسكرية. بينما هي تتفرج على العدوان الاسرائيلي وكأنها تعيش في كوكب آخر.
موقف تركيا خير مثال على النفاق وغياب القيم الاخلاقية والمبادئ وتقديم المصالح الذاتية والكيل بمكيالين وأن تركيا قد غربت من كل اعماقها وأنها تنظر الى العرب كساحة ومنطقة نفوذ واستغلال.