الدكتور جميل الشقيرات
تفوق العالم علينا لأنه ركز كل اهتماماتة بالمستقبل واستطاع أن يتجاوز كل عثراتة، صحح ماضية وانتقل ليجاري العصر متقدما للأمام في الوقت الذي توقفنا نحن عند كل مرحلة نجتر المآسي والأحداث الاليمة ونعيش حروب انتقام وثأر للماضي ولم نستفيد من الدروس والعبر.
تقدمت علينا دول العالم لأنها تسامحت مع نفسها قبل التسامح مع غيرها وركزت اهتمامها في مستقبل خال من الفتن والعصبيات وامتلكت التكنولوجيا وجعلتنا سوق كبير لمنتجاتها متلقين لعلومهم ونظرياتهم في مختلف مجالات الحياة ونجحوا في تطبيق نظرية فرق تسد.
تفوق العالم علينا لأنه جعل من التعليم أداة فاعلة للنهوض الاقتصادي والاجتماعي من خلال تبني نظريات واتجاهات حديثة لتطوير التعليم وإدخال مفاهيم حديثة في مناهجهم التعليمية كالتفكير النقدي والابداعي والمتمايز والذكاء الاصطناعي في الوقت الذي ما زلنا تحبو حبوا نحو تلك الاتجاهات المعاصرة في التعليم حتى صدمنا باداء طلبتنا في الامتحانات الدولية.
تفوق العالم علينا لأننا مجدنا حضاراتهم وهوّلنا منجزاتهم وتغنيّنا بديمقراطياتهم واعترفنا بقوانين حقوق انسانياتهم التي كشفتها بل وعرتها غزة في الوقت الذي نقوم نحن بجلد ذاتنا ونستهزيء بمنجزاتنا رافعين شعار كل فرنجي برنجي.
نعم لقد اغرقونا بالمآسي الاجتماعية والسياسية وغرسوا في أذهاننا أنهم متفوقون علينا وتركونا نعيش بكل تجليات الفتن الظاهرة والباطنة نعاني من فقر التعليم والبطالة والاعتكاف على صفحات التواصل الاجتماعي نتنابز ونتلاوم من مسافة صفر على رأي المقاومة في غزة.
خلاصة القول، علينا أن ننطلق بكل حماسة وثقة للمستقبل نحمل معنا ذخيرة من الدروس والعبر لنخطوا بخطوات ثابتة ونتجاوز كل العثرات ونمضي لمستقبل يسودة التسامح والمحبة والسلام والاعتزاز باوطاننا وهوياتنا ومعتقداتنا ونُعلم العالم بأننا امة لنا تاريخ مجيد وحضارة وعلم ومعرفة منذ مئات السنين.