الدكتورة بيتي السقرات/الجامعة الأردنية
عندما كانت العرب تعجز عن معرفة الأصيل من الهجين من الخيل تقوم بضرب الخيل جميعها، وبعد ذلك تضع الطعام، فمن تحرك منها باتجاه الطعام فهو هجين ومن أبت عليه كرامته الطعام فهو أصيل.
وللآسف هكذا أصبح واقعنا الحالي في الأحزاب، فلقد امتلأ الجو بالغبار وما عادت الرؤية تميز أسباب الانضمام للأحزاب خاصة تلك التي ضمّت العديد من أعضاء البرلمان حاليين وسابقين وأصحاب تجارب وزارية معظمها غير ناجح وربما وصلت للفشل”واعتذر لمن هم أصحاب مواقع سابقة مستحقة”.
وأما الأمر الذي فيه انجلاء الغبار عن الساحة فهو القائمة الوطنية للأحزاب؛ فكثير من الاستقطابات قامت على وعد بموقع للشخص الذي تم استقطابه ليكون ضمن القائمة الوطنية، وسمعنا عن نفس الوعد يتم قطعه لعدد يصل ضعف عدد مقاعد القائمة الوطنية.
ولذلك اعتقد أنه عند إعلان القوائم الوطنية في معظم الأحزاب فإن الكثيرين سيعلن المغادرة وسيكتشف أن مخاوفه حقيقية لكنه صمت بحكم الأمل إن لم يكن بالقائمة أن يتم تعيينه عيناً – رغم علمه أن قاطع الوعد لا يملك نفع نفسه أولاً- أو تعيين ابنه أو ابنته في قائمة الكوتا.
سنشاهد الكثير من العرب يكفر بالعملية برمتها وسيكون الفيصل هو انتصاف الظهيرة وانتهاء عد الرؤوس.
الاستمرار في المكان حتى يثبت أنه ليس المكان المناسب ليس بخطأ، بل الخطيئة حينها هو في الاستمرار، وكل جهد يجب أن يبذل للقناعة بفكرة القيادة الهاشمية لإيجاد منظومة سياسية متطورة تعمل لخير الأردن ولا يعني أن كل منتسب هو باحث عن منصب وقد وجدت من تجربتي العديد ممن يسعون للإصلاح ولا يرغبون إلا به دون سعي ولا انتظار لوعود بمناصب أو مكاسب فالأحرار هم ثروة هذا البلد.
ختاماً، الخبرات السابقة والشهادات العليا ومناصب الأهل ما عادت تفيد من يتسلق للقفز هنا وهناك.
الاستحقاق يكون من خلال ثقة بالنفس قبل أن يكون من خلال وسائل تواصل لا تسمن ولا تغني من جوع.
القرية صغيرة وكل يعرف من حوله، ولولا الكبت لما استمر أحدٌ في السعي الكاذب على كذب بيّن وشخوص تتملق لكل كاذب.
قالوا: خداع الناس أسهل من إقناعهم أنّه قد تم خداعهم.