هل قصر حزب الله في حماية قادة حماس، أم أنها أقدار تمشي في أعنتها

4 يناير 2024
هل قصر حزب الله في حماية قادة حماس، أم أنها أقدار تمشي في أعنتها

المهندس مدحت الخطيب

لا شك في أن اغتيال القيادي البارز في حماس صالح العاروري في الضاحية الجنوبية لبيروت المعقل الأهم لحزب الله، يفتح بابا مشروعا للاستفسار عن الطريقة التي يتم فيها حماية قادة حماس في الخارج ومن ضمنها لبنان الشقيق، وخصوصا بعد التهديد والوعيد من قبل عصابات الكيان باغتيال قادة المقاومة في الخارج ليسجل لهم انتصاراً حتى وإن كان باهتا من طرف، ومن باب محافظتهم على ماء وجههم الذي سكب في طرقات غزة الصامدة بشعبها ومقاومتها أمام المجتمع الإسرائيلي الثائر عليهم والرافض لحالة التخبط التي أصبحت لا تنطلي على أحد في قيادتهم للمعركة هناك.
قبل أيام من الاغتيال هدد (النتن ياهو) هو ووزير دفاعه وقيادات جيشه وبصريح العبارة أن الحرب ستتسع وأن حزب الله أصبح طرفا في المعركة بشكل يزعج دويلتهم وأن سياسة ضبط النفس لا مكان لها بعد اتساع دائرة القصف هناك، وإن كبح جماح الحزب وكسر شوكة ما يسمى بمحور المقاومة لن يكون إلا بالاغتيالات، وهذا ما حدث بالفعل قبل أيام حين تم استهداف رضي موسوي أحد كبار قادة الحرس الثوري في سوريا في منطقة السيدة زينب والتي تقع ومن المفروض تحت السيطرة الإيرانية والمشبعة بوُجود عناصر حزب الله ومليشيات إيران وبشكل مغلق وكامل…
نعم كلنا نعلم أن كل فلسطيني هو مشروع شهيد ما دام الاحتلال موجودا، وأن ما قدمته غزة خلال 90 يوما من العدوان الغاشم البربري عليها يعطينا درسا في كيفية التعامل مع الحياة والموت وما هي أولوياتنا فيهما.
ولكن ومن باب قفل الطرق والتي يحاول فيها الكيان الوصول إلى نقطة تفوق بعد مئات الصفعات التي أكلها من النقطة صفر على أيادي أبطال المقاومة.
كان لا بد من وضع خطة سرية لتحركات قادة حماس والفصائل الاخرى وخصوصا في لبنان الشقيق وأن لا يكون لهم وُجود ملحوظ ومراقب في الأماكن العامة ولا حتى الاعلان عن مكان وزمان اجتماعاتهم وتحركاتهم، وخصوصا أن القصف الذي استهدفهم تم في أحد مراكز قيادة حماس المعلنة هناك.
أقولها وبصدق وبعيدا عن كل المعطيات الاخرى، وليس من باب الذم لحزب الله فهم الأعلم بقذارة العدو وبطشه واجرامه كان من الاوجب أن تكون الإجراءات الأمنية اكثر دقة وتخطيطا واعدادا في حماية قادة حماس وان تكون كما هي مع قادة الحزب، ولكنها الاقدار تمت ولا اعتراض على قدر الله «فالعاقل من اتعظ بغيره كما يقال، واتمنى ان تكون الرسالة قد وصلت ولا نفجع بقيادي اخر لا في لبنان ولا البلاد الاخرى ففلسطين بحاجة الى كل ابنائها اليوم …
في الختام شكل صالح العاروري ومنذ سنوات قاعدة مهمة لبناء المقاومة في الضفة الغربية، فهو قيادي وسياسي وعسكري بارز مقيم خارج غزة ولكن قلبه معلق فيها، فهو المسؤول الأول عن تأسيس الجناح العسكري لحماس في الضفة الغربية، اعتُقل وقضى نحو 15 عامًا في سجون الاحتلال ولم يستسلم، ثم أبعد عن فلسطين، وكان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار أو ما يسمى «بصفقة شاليط» وهو من بدأ بإنشاء وتنظيم الجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية بين عامي 1991-1992، مما ساهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة الغربية عام 1992، وكان له نقاط اتصال وتواصل مع كافة قيادات المقاومة وله رأي واضح في حالة الانقسام التي تمت هناك ولذلك شكل حلقة وصل بين فصائل المقاومة في الضفة وغزة ولاجلها تم اغتياله اولا ..